من رحم المعاناة إلى قمة النجاح.. “حماده قصبة” فقد ذراعه فأصبح رائدا للأعمال

من رحم المعاناة إلى قمة النجاح.. “حماده قصبة” فقد ذراعه داخل عصارة قصب فأصبح رائدأ للأعمال بالسويس
لم تكن الإعاقة نهاية الطريق، بل كانت بداية لقصة نجاح، تحدى فيها الصعاب ليثبت للجميع أن الإرادة والتصميم يمكن أن يتغلبا على أقسى الظروف، محمد شاكر، المعروف بـ"حمادة قصبة"، هو مثال حي على ذلك، حيث استطاع أن يتغلب على محنة فقدان ذراعه في حادث مؤلم، ويحول آلامه إلى دافع لتحقيق النجاح والتميز في العديد من جوانب حياته، سنتعرف على قصة هذا الرجل الذي أصر على أن يكون بطلاً رغم كل التحديات، وكيف استطاع بناء حياة مليئة بالأمل والأحلام.
قصة الحادث
في حادث وصفه "حمادة قصبة" بـ"البشع"، فقد ذراعه في معصرة قصب، كان يمتلكها والده في حي الأربعين بمحافظة السويس، حيث كان يعمل في المعصرة حينما التهمت الآلة ذراعه بسبب سحبها لكم القميص الذي كان يرتديه. هذا الحادث كان نقطة فارقة في حياته، حيث شاهد جزءاً من جسده يفارقه، مما ترك أثراً نفسياً عميقاً عليه، ومع ذلك، لم يكن يعتقد أن هذه اللحظة ستكون نهاية الطريق له، بل كانت بداية لعزيمة جديدة وإرادة لم يسبق لها مثيل.
الصبر والاحتساب والإرادة القوية
بعد الحادث، تعرض "حمادة قصبة" لحالة نفسية صعبة، وكاد أن يعتزل الحياة تماماً. لكن إيمانه العميق بالله عز وجل كان له دور كبير في مساعدته على تجاوز هذه الفترة العصيبة، فقد استمد القوة والعزيمة من تقربه إلى الله، وكان له يقين أن ما حدث هو قضاء وقدر، وأنه يجب عليه مواجهة الحياة بشجاعة. هذا التحول النفسي كان حاسماً في بداية مشوار إعادة البناء الشخصي والمهني، فقد بدأ في تأجير المعصرة التي كانت سبباً في معاناته، ليحولها إلى مصدر دخل جديد له، متغلباً بذلك على الأحزان والآلام التي كانت تراوده.
النجاح في العمل ومشروعه الصغير
لم يكتفِ "حمادة قصبة"، فقط بالتغلب على ألمه النفسي، بل بدأ في تحقيق النجاح على مستوى العمل، حيث استطاع أن يعمل بمعصرة قصب لعدة سنوات، بل وأصر على تعلم مهنة جديدة تمكنه من كسب رزقه واستعادة استقلاله، في تلك الفترة، بدأ يفكر في المستقبل بشكل مختلف، فدائماً ما كان لديه حلم في أن يكون نموذجاً للشباب المجتهد والمثابر، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي مر بها، وقام بفتح مغسلة سيارات يقتات منها هو وأسرته.
الحياة الشخصية والعائلية
رغم الظروف الصعبة التي مر بها "حمادة قصبة"، فإنه يعيش الآن حياة مستقرة وسعيدة، فقد تزوج وأنجب أربعة أبناء، وعبر عن امتنانه لله لما عوضه عن فقدان ذراعه بأفراد عائلته الذين يمثلون مصدر سعادته ودعمه.
يعتبر "حمادة قصبة" عائلته مصدر قوته في الحياة، ويشعر بالفخر لما حققته في حياته رغم كل التحديات. كما أن قناعته بأن الحياة ليست مجرد ما نمتلكه من أشياء مادية، بل هي عن الأشخاص الذين يحبوننا ويدعموننا، جعلته يعيش حياته بكل سعادة ورضا.
الرياضة والتحفيز البدني
الحياة البدنية لـ"حمادة قصبة" لم تتوقف عند العمل فقط، بل كانت الرياضة جزءاً من نظام حياته اليومي. فقد اشتهر بممارسته لكرة القدم مع أصدقائه وجيرانه، حيث يثبت للجميع أن الإعاقة لا تمنع الإنسان من ممارسة الرياضة التي يحبها. كما يعشق ممارسة رياضة الضغط، حيث يمارسها باستخدام ذراعه الواحدة، ويكرر الأعداد لتقوية جسده على العمل والتحدي.
كل هذا يثبت أن "حمادة" لا يكتفي فقط بالمواجهة مع الحياة اليومية، بل يسعى دائماً لتطوير نفسه بدنيا وعقلياً،كما يمارس لعبة كمال الأجسام ويجهز نفسه لبكولة الجمهورية.
التحديات المستقبلية
رغم كل ما حققه "حمادة قصبة" من نجاحات، إلا أن طموحاته ما زالت مستمرة، فهو يواصل السعي لتحقيق المزيد من الأهداف التي لم تتحقق بعد، ويأمل في أن يكون نموذجاً ملهمًا للشباب الذين يعانون من صعوبات الحياة.
يؤمن "حمادة" أن الإرادة القوية والعمل الجاد يمكن أن يتغلبا على أي عقبة، وأنه يجب على الإنسان أن يسعى لتحقيق أحلامه مهما كانت التحديات، ويحلم بان يكون بطل الجمهورية في لعبة كمال الأجسام.