لحماية طاقتك وراحتك النفسية .. أشخاص يجب أن تبعديهم عن حياتك
نحن نتأثر بشكل أكبر مما نتخيل بالأشخاص الذين نحيط أنفسنا بهم فبعضهم يرفعنا ويحفزنا بينما الآخر قد يستهلك طاقتنا ويثقل كاهلنا من دون أن نشعر
العالم النفسي الشهير كارل يونغ أولى اهتمامًا كبيرا بالطاقة التي يحملها كل إنسان، إذ كان يرى أن بعض الشخصيات قد تؤثر سلبًا في توازننا النفسي
أشخاص يجب الحذر منهم
في السطور التالية سنتعرف على خمسة أنواع من الأشخاص الذين نصح يونغ بالابتعاد عنهم حفاظا على طاقتك الداخلية وهدوئك النفسي
1- الضحية الدائمة
جميعنا نمتلك في دوائر معارفنا شخصًا دراميا يرى الحياة سلسلة من الماسي التي لا تنتهي، ويتعامل مع كل مشكلة وكأن العالم يتآمر عليه
وتعد السمة الأبرز لهذا النوع من الأشخاص أنه لا يتحمل مسؤولية قراراته بل دائمًا ما يحمل الاخرين ذنب ما يحدث له
عليك الابتعاد عن تلك النوعية من البشر فورا إذ إن وجود هؤلاء الأشخاص بجانبك يستنزفك ببطء لأن طاقتهم قائمة على الشكوى والتذمر
وقد أظهرت دراسات نفسية أن العيش بجانب أشخاص سلبيين باستمرار يمكن أن يرفع من معدلات التوتر بنسبة تصل إلى 30٪.
لذا ضع حدودًا واضحة مع من يصر على لعب دور الضحية طوال الوقت حفاظًا على سلامك النفسي قبل أي شيء آخر
2- المتفوق أخلاقيا
لا تخلو دوائرنا الاجتماعية أيضًا من أشخاص يرون أنفسهم على حق طوال الوقت وأن رؤيتهم للأمور هي المعيار الوحيد للصواب
من مساوئ هذا الشخص كذلك أنه لا يخجل عن التعبير عن خيبته فيك بهدوء متعال الأمر الذي يجعلك تشعر بالذنب دون سبب فيبدو وكأنه يريد مصلحتك لكنه في الحقيقة يسعى للسيطرة على طريقة تفكيرك
هذا النوع لا يبحث عن التواصل الإنساني بل عن التحكم والتعامل معه لفترات طويلة يضعف ثقتك بنفسك ويجعلك تسعى إلى نيل رضاه باستمرار
3- من يأخذ من دون أن يعطي
العالم النفسي الشهير كارل يونغ حذر كذلك من نوع من البشر، يدخل حياتك فقط ليأخذ فهو يريد وقتك واهتمامك وحبك دون أن يبادلك شيئا في المقابل
هذا النوع من الأشخاص يتحدث عن مشاكله دائمًا يطلب النصيحة مرارا لكنه لا يغير شيئا في حياته
كما قال يونغ لا يمكنك إنقاذ من لا يريد أن ينقد
ولذلك اعلم جيدًا أن العلاقات الصحية تقوم على الأخذ والعطاء أما هذه العلاقات فهي تشبه نهرا يجري في اتجاه واحد حتى يجف
4- من يعيش خلف القناع
عليك أيضًا الانتباه لهذا النوع من الشخصيات جيدًا لأننا ببساطة لا نرى مساوئ من نحبهم لكنهم قد يكونون سببًا في ألم يتفاقم دون أن نشعر فبعض الأشخاص في دوائرنا المقربة يرتدون أقنعة اجتماعية بإتقان فيظهرون بصورة مثالية يتحكمون بكل كلمة وتصرف، ويخشون الضعف أو التلقائية.
هؤلاء الأشخاص يجيدون المجاملات ويتجنبون الصراحة ويبدون كما لو أنهم يعيشون داخل مسرح لا نهاية له
لكن كارل يونغ حذر من هؤلاء لأنهم يعيشون وفق لبرسونـا وهو الوجه الذي يقدمه الإنسان للعالم، وذلك بهدف نسيان حقيقتهم.
ومع الوقت يختنق من يعيش معهم إذ لا مساحة للصدق أو الضعف أو العفوية
5- من يفتقر إلى الوعي الذاتي
هل صادفت يومًا شخصًا دائم الانتقاد لكل من حوله وفي الوقت نفسه يرتكب ما ينتقده؟ بالتأكيد جميعنا صادف هؤلاء الأشخاص ربما بشكل شبه يومي
هذا النوع من الأشخاص تجدينه يدين الأنانية وهو يمارسها ويسخر من الاندفاع وهو أكثر اندفاعًا من الجميع
هذا النوع يتعبك لأنه يعيش في إنكار دائم ولا يرى ظله الداخلي. هؤلاء الأشخاص يستهلكونك عاطفيًّا لأنهم لا يتغيرون ولا يعترفون بخطئهم قط
وقد ربط يونغ بين غياب الوعي الذاتي وبين ما يُسمّى "الإسقاط النفسي أي أن نرى في الآخرين ما نخشى الاعتراف بوجوده في أنفسنا
وهنا تجدر الإشارة إلى أن ذلك لا يعني أن تقطع علاقتك بكل من يشبه هذه الأنماط لكن عليك أن تنتبه لما تشعر به بعد كل لقاء. هل تشعر بالتعب بالانقباض بالضيق
إذا كانت الإجابة نعم فربما حان الوقت لتعيد النظر في مقدار الطاقة التي تمنحها للآخرين، فالحياة أقصر من أن تهدر في دوائر تستنزفك فاختر من يضيء روحك، لا من يطفئها.
