24 شهرًا في الظلام.. سيف صفوان يروي كيف تجاوز قسوة السجن ليكتشف معنى الحياة
في حواره مع الإعلامي أنس بوخش، كشف سيف صفوان عن جوانب جديدة من تجربته داخل السجن، مؤكدًا أنها رغم قسوتها كانت محطة فارقة غيّرت نظرته للحياة بالكامل.
قال صفوان في بداية حديثه: "تجربة السجن مؤلمة جدًا، لكن من غير أي مبالغة هي أحسن حاجة حصلت لي، خرجت منها بفهم أعمق للشارع المصري والثقافة المصرية، ويمكن كنت فاكر نفسي فاهمهم قبل كده".
وأوضح أنه كان يعتقد أنه قريب من الناس ويفهمهم، لكنه اكتشف العكس داخل التجربة، قائلاً: "أنا كنت مدعي إن أنا أفهمها كويس.. أنا بادئ من وأنا صغير مندوب مبيعات وشايف نفسي وعلى قد ما التجربة كانت قاسية جدًا، فيها إيجابيات كتير والحمد لله".
وأضاف أن قسوة التجربة زوّدته قوة واحترامًا لنفسه، مشيرًا إلى أنه قضى 24 شهرًا من دون ضوء تقريبًا، قائلاً: "لقيت ناس قبلي كاتبين على الحيطة بالمسامير.. لقيت واحد كاتب: تصبر أو لا تصبر فإن قدر الله نافذ، والكلمة دي ثبتتني بعد ربنا طول السنتين".
وتابع متحدثًا عن التحوّل النفسي الذي مر به بعد مرور ستة أشهر داخل السجن، قائلاً: "بعد ست شهور بدأت أحس إني احسن كتير.. بقيت أتكلم مع نفسي طول اليوم.. أمشي 15 و16 ساعة رايح جاي في الزنزانة وأفتح مواضيع مع نفسي".
وأوضح أنه استغل الوقت في تحليل ماضيه، مضيفًا: "قعدت أسبوع أحلل طفولتي.. الأسبوع اللي بعده مراهقتي، بعدين 20 و21 و22.. كانت علاقة قوية جدًا ووصلت للتصالح مع نفسي".
وأشار صفوان إلى أنه استطاع فهم لأول مرة العلاقة بين العقل والقلب، وقال: "العقل شيء والقلب شيء، بس اللى دايمًا بيحركنى هو العقل.. عقلك بيدي تعليمات لكل حاجة، وبعد كده جسمك بيتعود".
وتحدث عن كيفية تعامله مع الأخبار خلال فترة سجنه، حيث تعلّم الهدوء والتوازن، قائلاً: "كنت زمان كلمة تضايقني وتقلب حالي وكلمة تفرحني تخليني أطير.. بعد كده بقيت أستقبل كل حاجة بهدوء جدًا ومن غير عصبية".
وأضاف أن من العبارات المتداولة بين المساجين جملة كانت تعطيهم أمل دائم، وقال: "المسجونين دايمًا يقولوا: إن شاء الله قريب تدوس على الأسفلت، يعني تشوف الشمس وتشم الهوا الحر".
وروى صفوان واحدة من أصعب لحظاته داخل السجن، وهي زيارة والدته قبل وفاتها بشهرين، قائلاً: "هي زارتني من ورا الإزاز.. 10 دقايق بالتليفون، كانت عاملة شعرها وحاطة روج وبتقولي: إيه رأيك في شعري؟، وبعد 10 أيام عرفت الخبر".
وتابع بأنه عاش مشاعر متضاربة يوم دفنها، مضيفًا: "كنت حزين إني في الدفنة، ومبسوط إني بشوف عيالي لأول مرة بعد 14 شهر".
وأوضح أنه خاض رحلة صعبة مع مفهوم الصبر داخل محبسه، وقال: "الصبر قرار.. كنت ادخل الحمام الأول مش قادر أصدق اللي أنا فيه، بعدين أخدت قرار أدخل الحمام وأخرج مبسوط، وفشلت طبعًا، بس فهمت إن التأقلم بييجي مع الوقت".
وأكد صفوان أن تجربته كانت كفيلة لتعليمه كيف يعيش بإمكانيات بسيطة جدًا، مضيفًا: "تأقلمت جوه على وضع صعب، ولما خرجت بدأت أتأقلم على الحياة اللذيذة اللي إحنا فيها، وبفكر نفسي دايمًا نعيش بإمكانيات أقل".
وعن تأثير غيابه على شركته، قال صفوان إن الفريق نجح في الحفاظ على الربحية رغم كل الظروف، موضحًا: “في غيابنا الحمد لله الربحية محفوظة، وحتى حالة الفوضى التى تصيب العديد من الشركات كانت قليلة جدًا لدينا”.
وأشاد صفوان بروح الفريق داخل الشركة قائلا : "مش بتكلم عن القيادات بس حتى المندوب، والسواق، والمزارع، كلهم حاسين إن ده كيان وأكل عيش ولازم يحافظوا عليه".
واختتم صفوان حديثه قائلًا: "أنا ممتن جدًا للفريق، وروحهم القوية هي اللي كملت في غيابنا، والحمد لله على كل اللى وصلنا ليه وتمكنا من تحقيقه".