عطل عالمي يشل الإنترنت.. ماذا حدث داخل Cloudflare؟.. إليكم التفاصيل

شهد العالم أمس اضطرابًا تقنيًا واسع النطاق بعد توقف مئات المواقع والخدمات الإلكترونية بشكل مفاجئ، من بينها منصات تعتمد عليها ملايين المستخدمين يوميًا مثل "شات جي بي تي"، «إكس»، «سبوتيفاي»، و«أوبر»، وتسبب العطل في ارتباك كبير عبر الإنترنت، بعدما ربط البعض بين الانقطاع وهجوم إلكتروني محتمل، قبل أن تكشف شركة Cloudflare، أحد أهم مزودي خدمات البنية التحتية للإنترنت عالميًا، عن السبب الحقيقي وراء العطل الذي استمر نحو 6 ساعات، Cloudflare توفر طبقات حماية وبنية أساسية لما يقارب 20% من مواقع العالم، ما جعل تأثير الخلل الذي تعرضت له يصل إلى نطاق واسع لم يشهده المستخدمون منذ أشهر.

 نظام مكافحة الروبوتات

وأوضحت الشركة أن الانقطاع كان نتيجة ما يعرف بـ«خلل كامن» داخل نظام مكافحة الروبوتات لديها، وهو خطأ برمجي لا يظهر خلال مراحل الاختبار العادية، لكنه يظهر فقط عند توافر ظروف تشغيل محددة، وأشارت المتحدثة باسم الشركة، جاكي داتون، إلى أن المشكلة بدأت بعد تعديل روتيني في إعدادات إدارة حركة المرور، حيث أدى تضخم ملف تكوين تلقائي إلى حجم أكبر بكثير من المتوقع إلى انهيار النظام المسؤول عن توجيه حركة البيانات، هذا الملف كان من المفترض أن يعالج حركة التهديدات الإلكترونية، إلا أن حجمه الكبير تسبب في شلل جزئي داخل البنية التحتية للشركة، ما انعكس فورًا على المواقع المرتبطة بها.

عطل عالمي يشل الإنترنت

العطل لم يقتصر على مواقع التواصل والمنصات التقنية الشهيرة فقط، بل امتد ليشمل خدمات نقل وخرائط وألعاب إلكترونية، مثل Uber وGrindr وLeague of Legends، إضافة إلى منصات تصميم وتدفق موسيقي مثل Canva وSpotify، وقد سجل موقع Down Detector، المختص برصد أعطال المواقع، أكثر من 2.1 مليون بلاغ خلال ذروة الانقطاع، وفقًا لبيانات نقلتها شبكة CNN، وخلال فترة الانقطاع ظهرت رسالة خطأ على بعض المواقع المتضررة تطالب المستخدمين بـ«إلغاء حظر challenges.cloudflare.com للمتابعة»، وهي رسالة مرتبطة مباشرة بتعطل أنظمة التحقق ومنع الروبوتات داخل الشركة.

اعتماد الأنترنت على عدد محدود من الشركات 

من جانبهم، أكد خبراء تكنولوجيا المعلومات أن مثل هذه الانقطاعات باتت أكثر شيوعًا مع ازدياد اعتماد الإنترنت على عدد محدود من الشركات التي تدير البنية التحتية الرقمية عالميًا، ووفقًا لمايك تشابل، أستاذ تكنولوجيا المعلومات بجامعة نوتردام، فإن Cloudflare تعمل عادة في الخلفية لتسريع حركة البيانات وتأمين المواقع، لكن أي خلل داخل نظامها يتسبب في «ازدحام رقمي» يعطل نسبة كبيرة من الإنترنت دفعة واحدة. وأضاف أن الاعتماد المتزايد على شبكات توزيع المحتوى يجعل المستخدمين عرضة لأعطال واسعة كلما حدث خطأ تقني في إحدى الشركات الكبرى، وهو ما ظهر بوضوح في أزمة Cloudflare الأخيرة التي أعادت التذكير بحساسية البنية التحتية للإنترنت عالميًا.