محمد العرابي: زيارة الرئيس الكوري لمصر تعكس تحولا دولبا نحو الشرق الأوسط

قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس الشيوخ، إن الزيارة التي يقوم بها رئيس جمهورية كوريا الجنوبية إلى القاهرة تأتي في لحظة دولية تشهد تغيرات لافتة في خريطة الاهتمام العالمي، حيث يتزايد التركيز الدولي على الشرق باعتباره محورًا رئيسيًا في تشكيل التوازنات الجديدة.

 التوجه المصري نحو دول الشرق الأوسط

وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة، أوضح العرابي أن التوجه المصري نحو دول الشرق يرتكز على رؤية واضحة تقوم على تعزيز التعاون في مجالات التقدم العلمي والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، فضلًا عن الشراكات في التعليم والبحوث العلمية.

 وأشار إلى أن دول الشرق باتت تمتلك أجيالًا من العلماء والخبراء الذين يتعاملون مع أحدث التطبيقات التقنية في الصناعة والطب وقطاعات الدفاع، مشيرًا إلى أن التحرك المصري في هذا الاتجاه يتم وفق منهج هادئ يقوم على منطق الصداقة وتوثيق العلاقات، بما يدعم الأمن القومي المصري في ظل التحديات المتصاعدة التي تشهدها المنطقة، مشيدًا بالزيارة الحالية لرئيس جمهورية كوريا.

كما أكد أن الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لم يعد توجهًا مصريًا فحسب، بل أصبح مسارًا عربيًا واسعًا في إطار سعي الدول العربية لمواكبة التطورات العالمية المتسارعة.

وفي وقت سابق، تحدث طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، عن العلاقات المصرية الكورية الجنوبية، مُشيرًا إلى أن مرور 30 سنة على هذه العلاقات يؤكد وجود رغبة متزايدة من الطرفين في تعميق التعاون وتعزيز الروابط الاستراتيجية. 

الشراكة بين البلدين مبنية على الثقة والمصالح المتبادلة

وأوضح البرديسي، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن كوريا الجنوبية بعد تحقيق طفرة اقتصادية وصناعية تمثل نموذجًا يمكن لمصر الاستفادة منه، خاصة في قطاعات مثل السيارات، التكنولوجيا، التعليم، وأشباه الموصلات.

وأضاف أن القاهرة تعمل على توفير تسهيلات كبيرة للشركات الكورية الجادة، باعتبار الشراكة بين البلدين مبنية على الثقة والمصالح المتبادلة، وهي سمة واضحة من سياسة السيسي الخارجية. 

وأشار إلى أن مصر تطمح لتوطين الصناعات التقنية في أراضيها، من خلال دعم التصنيع المحلي والتوسع في المناطق الصناعية مثل شرق بورسعيد والعين السخنة، لاستقطاب الاستثمارات الكورية.