الأوقات التي يكره فيها الصلاة.. الأدلة الشرعية وآراء الفقهاء

تعتبر الصلاة من أعظم العبادات في الإسلام، ولكن هناك أوقات معينة يكره فيها أداء الصلاة. وهذه الأوقات تم تحديدها وفقا لأدلة شرعية ثابتة من الكتاب والسنة، إضافة إلى آراء الفقهاء. "نيوز رووم" في هذا المقال توضح الأوقات التي يكره فيها الصلاة،
1. بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس
الأدلة الشرعية:
ورد في الحديث الصحيح عن النبي، صلى الله عليه وسلم:" لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس" (رواه مسلم).
وفي هذا الوقت، يُحظر أداء أي صلاة نافلة، باستثناء صلاة الفجر، وذلك لأن الشمس في هذا الوقت تكون في وضعية محاكية لما كان يفعله المشركون في عباداتهم للشمس. لذلك، يُعتبر هذا الوقت مُنفرًا للصلاة.
آراء الفقهاء:
اختلف الفقهاء في بعض التفاصيل المتعلقة بهذا الوقت، لكن جميعهم اتفقوا على أن الصلاة في هذا الوقت لا تجوز إلا الفريضة. وقال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": يُكره بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وما عدا ذلك من الأوقات فهو محل الإباحة.
2. بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس
الأدلة الشرعية:
عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال:" لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس" (رواه البخاري ومسلم).
هذا النهي مُؤكد في الحديث الصحيح، ويعود السبب إلى أن هذا الوقت يكون فيه المسلمون في حالة تمجيد للزمن الذي تُغرب فيه الشمس، وتُشبه تلك الفترة عبادة الشمس في بعض الثقافات القديمة.
آراء الفقهاء:
اتفق الفقهاء على كراهية الصلاة في هذا الوقت، وقد أشار الإمام الشافعي في "المجموع" إلى أن النهي عن الصلاة في هذه الأوقات من باب تنزيه الصلاة عن التشبه بالعبادات الباطلة. ويرى الإمام مالك أن النهي عن الصلاة في هذا الوقت يجب الالتزام به إلا في الحالات الضرورية.
3. عند طلوع الشمس وعند غروبها
الأدلة الشرعية:
ورد في الحديث الصحيح عن النبي، صلى الله عليه وسلم:" إذا طلع الفجر فلا صلاة إلا الفريضة، وإذا غربت الشمس فلا صلاة حتى يصلي" (رواه مسلم).
ويعود النهي هنا إلى أن الشمس في هذين الوقتين تكون في وضعية مشابهة لعبادة الشمس، كما كانت تفعل بعض الشعوب القديمة.
آراء الفقهاء:
في هذا السياق، يوضح الإمام النووي في “المجموع” أن النهي في هذين الوقتين لا يشمل الصلاة المفروضة (الفريضة)، ولكن يشمل النفل والسنن. وقد قال في تفسير الحديث: “إن الصلاة في هذين الوقتين مستحب تأخيرها، إلا في الفريضة”.
4. عندما تكون الشمس في منتصف السماء
الأدلة الشرعية:
عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال:" إذا كانت الشمس في وسط السماء فلا صلاة حتى تزول" (رواه مسلم).
هذا الوقت يُسمى "وقت الزوال"، ويُكره فيه أداء الصلاة، إلا إذا كان ذلك فريضة، حيث يسن تأخير الصلاة حتى تزول الشمس عن وسط السماء وتبدأ في التحرك نحو الغرب.
آراء الفقهاء:
اختلف الفقهاء في هذا الوقت بالنسبة لصلاة النفل. في مذهب الشافعي، يكره النفل في هذا الوقت إذا لم تكن الصلاة فريضة، في حين يرى الإمام مالك أن النهي خاص بالصلاة فقط دون الطواف أو أي عبادة أخرى. ولكن في جميع الآراء يُستحب تأخير الصلاة حتى يبدأ الوقت في التغيير.
5. أثناء انتظار الصلاة الفريضة
الأدلة الشرعية:
عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال:" إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة" (رواه مسلم).
ويُستحب للمسلم أن يتوقف عن أداء الصلاة النافلة أو أي نوع آخر من الصلاة بمجرد إقامة الصلاة المفروضة، وذلك احترامًا لأوقات العبادة الجماعية.
آراء الفقهاء:
في هذا الشأن، يرى الفقهاء أن أداء الصلاة النافلة بعد الأذان وقبل إقامة الصلاة المكتوبة يُعتبر غير مستحب، وذلك لتشجيع المسلم على الحضور مبكرًا لصلاة الجماعة.
⸻
تُعد الأوقات التي يُكره فيها الصلاة جزءًا من تنظيم العبادة في الإسلام، حيث تهدف الشريعة إلى حفظ روح الصلاة والتأكيد على التركيز على الأوقات المحددة للصلاة والتقرب إلى الله. من خلال الالتزام بهذه الأدلة الشرعية، يكون المسلم قد حافظ على استقامة عبادته وابتعد عن أوقات الشبهات