علي عبد النبي: محطة الضبعة النووي تتمتع بمنظومة أمان مطورة عالميًا
أوضح الدكتور علي عبد النبي، رئيس هيئة الطاقة النووية الأسبق، أن تركيب وعاء ضغط المفاعل النووي في الوحدة الأولى من محطة الضبعة يضم أربع وحدات نووية بدأ العمل فيها بالإنشاءات المدنية، وصولًا إلى تجهيز مواقع المكونات الرئيسية تمهيدًا لتركيب المعدات القادمة من روسيا.
تركيب مصيدة قلب المفاعل في الوحدات الأربع
وأشار، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة المحور، إلى أنه جرى خلال الأشهر الماضية تركيب مصيدة قلب المفاعل في الوحدات الأربع، وهي منظومة أمان مطورة عالميًا بعد حوادث تشيرنوبل وفوكوشيما، إذ تمنع تسرب المواد المنصهرة إلى باطن الأرض في حال وقوع أي طارئ.
أما وعاء ضغط المفاعل الذي تم البدء في تركيبه اليوم، فيُعد أهم مكونات المفاعل النووي، إذ يحفظ بداخله الوقود النووي، ويبلغ وزن الوعاء نحو 330 طنًا بطول 11 مترًا وبسمك يصل إلى 20–30 سم من الفولاذ عالي التحمل.
وأكد أن تصنيع الوعاء يستغرق عادة ثلاث سنوات، لكن العمل في مشروع الضبعة سبق الجدول الزمني المقرر، ما يعكس انضباط التنفيذ وجودة التعاون المصري الروسي.
كيف تغير الضبعة مزيج الطاقة في مصر؟
ويرى عبد النبي أن دخول المحطة الخدمة سيُحدث تحولًا جوهريًا في مزيج الطاقة المصري، مشيرًا إلى أن العالم يتجه نحو الطاقة النووية والطاقة الشمسية كأهم مصادر الطاقة النظيفة، وهو ما أكدته قمم المناخ الأخيرة، التي اعترفت للمرة الأولى بالدور المحوري للطاقة النووية في خفض الانبعاثات.
وأضاف أن الطاقة النووية تُعد ثاني أنظف مصادر الطاقة بعد الطاقة المائية، وأكثر كفاءة من الطاقة الشمسية والرياح، مؤكدًا أن تنويع مصادر الطاقة ضرورة لضمان أمن الإمدادات ودعم مسيرة التنمية.
تأثير المحطة على استهلاك الغاز
وأوضح عبد النبي أن مصر لا تمتلك وفرة كبيرة من الغاز، خاصة أن حقوله تحتاج إلى تنمية مستمرة لضمان استمرار الإنتاج، مشيرًا إلى أن إدخال الكهرباء النووية إلى الشبكة سيمكّن الدولة من توفير جزء معتبر من الغاز المستخدم في توليد الكهرباء، وإعادة توجيهه إلى الصناعة أو التصدير.
التحديات والفرص.. الإرادة السياسية تقود الطريق
وأكد رئيس هيئة الطاقة النووية الأسبق أن الإرادة السياسية كانت دائمًا التحدي الأكبر أمام إقامة المحطات النووية، مشيرًا إلى أن مصر حاولت تنفيذ المشروع منذ الستينيات، إلا أن الضغوط الدولية حالت دون ذلك مرارًا.


