00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

مرصد الأزهر ينظم ندوة لـ "تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة"بالمعهد العالي للغات

مرصد الأزهر لمكافحة
مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أمس الثلاثاء الموافق 18 نوفمبر، ندوة تثقيفية موسعة ضمن مبادرته "اسمع واتكلم"، وذلك في المعهد العالي للغات بمصر الجديدة. جاءت الندوة تحت عنوان "تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة"، بهدف إثراء الوعي الطلابي وتبصير الشباب بحقيقة التعاليم الإسلامية الأصيلة، ومواجهة الأفكار المغلوطة المنسوبة إلى الدين.

تصحيح المفاهيم الدينية ومواجهة التأويلات الخاطئة

في مستهل الندوة، قدّم الدكتور محمد عبودة الباحث بوحدة الرصد باللغة العربية، مداخلة قيّمة حول "تصحيح المفاهيم الدينية"، حيث أوضح أن جذور المشكلة لا تكمن في النصوص الشرعية ذاتها، والتي هي نصوص سامية تحمل مقاصد الرحمة والعدل، بل تكمن في طرائق فهم وتأويل هذه النصوص.

وشدد عبودة على أن هذه الطرائق قد تخضع في أحيان كثيرة للأهواء الشخصية أو يتم توظيفها بشكل متعسف لتحقيق أغراض خاصة بعيدة كل البعد عن مقاصد الدين الحقيقية وروحه السمحة.

وأشار إلى أن الخلط الشائع بين القراءة الموضوعية المنضبطة التي تلتزم بالمنهج العلمي السليم، وبين القراءة القائمة على المصالح والأهواء والتي تسعى لليّ عنق النصوص لخدمة غايات شخصية، هو ما يؤدي إلى نشأة وترويج أغلب المفاهيم الدينية المغلوطة المنتشرة بين الشباب حاليًا.

وشدد د. عبودة على أن لهذا الأمر انعكاسات سلبية خطيرة، ليس فقط على وعي الطلاب وفهمهم لدينهم، بل كذلك على صورة الإسلام أمام الآخرين من غير المسلمين.

وفي ختام مداخلته، دعا إلى ضرورة ترسيخ أدوات الفهم المنهجي المنضبط بين الطلاب، حتى يتمكنوا من تقديم نموذج حضاري مشرق يعكس حقيقة الإسلام ووسطيته، بعيدًا عن أي تأويلات متشددة أو متعسّفة، مما يمكنهم من المساهمة الفاعلة في بناء مستقبل مزدهر يليق بوطنهم وهويتهم.

تصحيح المفاهيم أولوية لإرساء استقرار وأمن المجتمعات

من جانبه، أكد الدكتور أحمد العطار الباحث بوحدة الرصد باللغة الإيطالية، أن عملية تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة بين الشباب تمثل في وقتنا الحالي أولوية فكرية وقومية ضرورية، لا غنى عنها لإرساء دعائم الاستقرار والأمن في المجتمعات المعاصرة.

وأوضح الدكتور العطار أن الشباب يعيش اليوم في ظل انفتاح معلوماتي غير مسبوق وتعدد هائل في مصادر المعرفة الدينية وغير الدينية، الأمر الذي يضعهم أمام تحدٍ كبير في التمييز بين المنهج الديني الأصيل الذي يقوم على الوسطية والاعتدال، وبين التأويلات الفاسدة أو الأفكار المتطرفة التي تروج لها الجماعات الهدّامة، والتي تستغل النصوص الشرعية بشكل خبيث خارج سياقاتها الصحيحة.

كما أكد على أن إعادة ضبط وتصحيح هذه المفاهيم هو الضمان الأساسي لتحقيق سلامة الاعتقاد والاستقرار الفكري للشباب، وحمايتهم من خطر الانزلاق نحو تيارات التطرف والإقصاء التي تسيء بشكل عميق إلى صورة الدين وتعمل على تفكيك النسيج المجتمعي الواحد.

واختتم د. العطار مداخلته بتوضيح أن هذا التصحيح يسهم بشكل مباشر في بناء جيل قادر على ممارسة الاجتهاد الواعي والتعايش الإيجابي مع الجميع، وفهم مقاصد الشريعة العليا التي تدور حول الرحمة والعدل والوسطية، بدلاً من الوقوع في فخ التشدد والغلو. وهذا بدوره يعزز دورهم كعناصر فاعلة وبناءة في تنمية مجتمعهم ووطنهم.

جدير بالذكر أن الندوة التي عقدت اليوم، وما شهدته من مداخلات معمقة حول منهجية فهم النصوص، تأتي في إطار الجهود التوعوية المستمرة لمرصد الأزهر التي تستهدف طلاب وطالبات الجامعات والمعاهد العليا على مستوى الجمهورية. وتعد هذه الفعالية تفعيلًا حيويًا ومباشرًا لمبادرة المرصد الرائدة #اسمع_واتكلم، التي انطلقت بنجاح في عام 2018. ويواصل المرصد من خلال هذه المبادرة جهوده السنوية لمد جسور الحوار المعرفي مع الشباب، وتزويدهم بالأدوات الفكرية اللازمة لمواجهة الأفكار المتطرفة، وترسيخ الفهم الوسطي والمنهجي لتعاليم الدين الحنيف.

تم نسخ الرابط