منع إعلامية للظهور بسبب الحجاب.. جدل الحريات الدينية في الإعلام اللبناني

في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها العديد من الدول، يبرز موضوع حرية المعتقد والتعبير بشكل خاص في المؤسسات الإعلامية.
واحدة من القضايا المثيرة للجدل التي شغلت الرأي العام في لبنان كانت قضية الإعلامية زينب ياسين، التي تم منعها من الظهور على شاشة تلفزيون لبنان بسبب ارتدائها الحجاب.
هذا القرار الذي أثار جدلاً واسعاً حول مدى احترام الحريات الشخصية في المؤسسات الرسمية، وفتح النقاش حول الحقوق الدينية والمهنية للموظفين. فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا القرار؟ وكيف أثرت هذه القضية على صورة الإعلام اللبناني؟ هذا ما سنستعرضه في هذا الموضوع
قامت إدارة تلفزيون لبنان، بمنع الإعلامية زينب ياسين من الظهور على الشاشة بسبب ارتدائها الحجاب، حيث كانت تعمل في البداية في قسم السوشيال ميديا وتحديدًا في الشريط الإخباري، استُعين بها كمراسلة خلال فترة الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وفوجئ المشاهدين بعد انتهاء الحرب، بتوقف زينب عن الظهور على الشاشة،
لتعلن بعدها أنها طالبت بالانتقال إلى قسم المراسلين، ولكن تم إبلاغها بعدم إمكانية ذلك بسبب سياسات المؤسسة التي تمنع ظهور أي شعائر دينية على الشاشة.
نتيجة لذلك، قدمت ياسين استقالتها إلى وزير الإعلام اللبناني، معتبرة أن القرار يمثل تمييزًا ضد النساء المحجبات وتقييدًا لحقها في ممارسة عملها الصحافي كمراسلة.
كما تساءلت عن مفهوم “الوطنية المجتزأة”، مشيرةً إلى أن المؤسسة الإعلامية التي عملت فيها لم تكن عادلة في تعاملها مع جميع الموظفين، بل فضّلت فئة على أخرى بناءً على مظهرهم.
وهذا القرار أثار موجة من الغضب والاستنكار بين الناشطين والصحافيين، الذين رأوا أن منع صحافية من الظهور بسبب حجابها يتعارض مع مبادئ الحرية والمساواة، خاصة في مؤسسة إعلامية يُفترض أن تمثل جميع فئات المجتمع دون تمييز.
وأوضحت مساعد المدير العام في تلفزيون لبنان، ندى صليبا، أن المؤسسة لا تعتمد تاريخيًا أي إشارات أو شعائر دينية على الشاشة، مع احترامها الكامل للأديان السماوية. وأكدت أن جميع مجالس الإدارة السابقة التزمت بهذا التوجه، حيث لم يُسمح للمذيعات من الطوائف المسيحية والإسلامية بارتداء أو وضع أي رمز ديني خلال الظهور على الشاشة. كما أشارت إلى أن ياسين ليست مراسلة في قسم الأخبار، بل تعمل في قسم السوشيال ميديا، وأنه تم الاستعانة بها كمراسلة خلال فترة الحرب، ومع انتهاء الحاجة إلى خدمات المراسلين المؤقتين، توقفت عن الظهور على الشاشة.
القضية أثارت تساؤلات حول مدى احترام الحريات الدينية في المؤسسات الإعلامية الرسمية، وأشعلت نقاشات حول حقوق الموظفين في التعبير عن معتقداتهم الشخصية دون التعرض للتمييز.
منع الإعلامية ندى الحوت من الظهور بسبب الحجاب
ولم تكن زينب ضحية الحجاب الأولي ولكن سبقتها الإعلامية ندى الحوت في فبراير 2024، حيث تم منعها من الظهور على الشاشة بسبب ارتدائها الحجاب بعد عملها في التلفزيون الرسمي لأكثر من عشرين عاماً،
حيث قالت إنها كانت تقدم برنامج “اقتصادنا مع ندى الحوت” قبل أن تقرر ارتداء الحجاب، وفوجئت بعد ذلك، طلب منها إجراء المقابلات مع الضيوف خارج الاستوديو، وتم استبدالها بمقدمة أخرى، مع تغيير عنوان البرنامج إلى “اقتصادنا” فقط.
وقوبل هذا القرار أيضا بانتقادات من قبل حقوقيين ورجال دين، الذين اعتبروا أن منع الحوت من الظهور بسبب حجابها يتناقض مع حرية المعتقد المكفولة في الدستور اللبناني. كما أشاروا إلى أن هذا التصرف يشير إلى استهتار بالشعائر الدينية. وطالبوا المراجع الدينية بالتدخل لمتابعة القضية.