محمد البيشي: السعودية وأمريكا تتحركان نحو شراكة استراتيجية أكثر تنوعًا وعمقًا

قال محمد البيشي، رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية، إن السعودية والولايات المتحدة تسعيان في المرحلة الحالية للارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بينهما إلى مستوى أكثر تنوعًا يرتكز على المصالح المتبادلة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والاقتصاد الجديد.

تعزيز التعاون الاقتصادي

وأكد "البيشي"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" على فضائية MBC مصر، إن الجانبين أبديا رغبة واضحة في تعزيز التعاون الاقتصادي وتوسيع مجالات الاستثمار بما يتجاوز الأطر التقليدية التي سادت خلال العقود الماضية، مؤكدًا وجود تفاهمات متقدمة حول تعميق الشراكة بما يخدم أولويات كل طرف.

وأشار إلى أن السعودية، في إطار رؤيتها التنموية، تتطلع للاستفادة من الخبرات والشراكات الأمريكية في دعم خطط تنويع الاقتصاد، خصوصًا في قطاعات التعدين، والصناعات الدوائية، والتقنية والذكاء الاصطناعي، والرقائق الإلكترونية، إلى جانب تطوير الصناعات العسكرية.

وشدد "البيشي" على أن المملكة تستهدف توطين ما لا يقل عن 50% من احتياجاتها في القطاع العسكري خلال المرحلة المقبلة، موضحًا أن وفدًا من رجال الأعمال السعوديين يتواجد حاليًا في الولايات المتحدة لإبرام اتفاقيات جديدة واستكشاف فرص استثمارية واعدة تخدم هذه الأهداف.

 زيارة استثنائية على مختلف المستويات

من جانبه، قال الإعلامي شريف عامر، إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعد زيارة استثنائية على مختلف المستويات، مشيرًا إلى أن الحضور السعودي في واشنطن خلال الأيام الماضية بدا مختلفًا عن أي وقت مضى.

الزيارة ابتعدت عن الصورة التقليدية 

وأوضح "عامر"، أن هذه الزيارة ابتعدت عن الصورة التقليدية التي كانت تربط العلاقات السعودية–الأمريكية بملف النفط، لافتًا إلى أن الحديث عن الطاقة جاء محدودًا، فقط للإشارة إلى تغير الصورة الذهنية عن المملكة.

وأضاف أن المؤتمر الصحفي المشترك في البيت الأبيض عكس هذا التحول، حيث أبرز الجانبان توجه السعودية نحو أن تصبح أكبر منصة عربية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وصناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات.

وكشف "عامر" أن شركة إنفيديا، أكبر شركات التكنولوجيا عالميًا، تتجه للتعاون مع المملكة لإنشاء أضخم مركز لصناعة الرقائق الإلكترونية في العالم العربي والشرق الأوسط، على أن يكون داخل السعودية، كما شمل جدول المباحثات ملف الطاقة النووية السلمية، إذ يجري العمل على بروتوكول مشترك بين الرياض وواشنطن لتطوير هذا المجال.