أسامة الدليل: قرار مجلس الأمن بشأن غزة يحمل في طياته تفاصيل خطيرة
قال الكاتب الصحفي أسامة الدليل، إن قرار مجلس الأمن الأخير بشأن غزة يمثل غطاءًا أمميًا وإجماعًا دوليًا لخطة كانت مطروحة مسبقًا، محذرًا من أن القرار، رغم أهميته في تثبيت وقف إطلاق النار، يحمل في طياته تفاصيل دقيقة وخطيرة قد تعيد تشكيل المشهد على الأرض بصورة معقدة.
غطاء دولي لخطة قديمة
وأوضح الدليل، خلال حواره في برنامج الساعة 6 مع الإعلامية عزة مصطفى على قناة الحياة، أن القرار يمنح شرعية دولية لخطة "ترامب" التي وافقت عليها عدة أطراف وتحولت لاحقًا إلى اتفاق في شرم الشيخ، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق بات الآن مدعومًا بقرار صادر عن مجلس الأمن يطالب بتنفيذه.
وعن الجهة المستفيدة، أكد الدليل أن سكان قطاع غزة هم الطرف الوحيد الذي يصب القرار في مصلحته، بعد أشهر طويلة من المعاناة والدمار، مضيفًا:"الناس وصلت للنهاية.. عايزين لقمة، عايزين مأوى، الحرب كفاية.. الدم كفاية.. سبعين ألف بين شهيد وجريح.. الجحيم شافوه بعينيهم".
"شيطان التفاصيل": أخطر بنود القرار
وحذر الدليل من خطورة توصيف القرار لغزة بأنها “أراضي متنازع عليها” وليست “أرضًا محتلة”، معتبرًا أن هذا التوصيف يمثل انقلابًا على المرجعيات الدولية، ويضع الطرفين في كفة واحدة من حيث الحق في الأرض، واصفًا ذلك بأنه كارثة استراتيجية.
واقع جديد فرضته إسرائيل بدعم غير مباشر من حماس
وأشار الدليل إلى أن إسرائيل نجحت في هندسة واقع ميداني جديد يقسم القطاع إلى منطقتين، غزة الشرقية، وهي منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة ومفتوحة لمشروعات إعادة الإعمار، وغزة الغربية، وهي منطقة تترك لإدارة العشائر أو حركة حماس أو أي جهة أخرى.
الوضع الراهن
وأكد أن هذا التقسيم ما كان ليتحقق لولا الدور الذي لعبته حماس، مشيرًا إلى أن الحركة تتحمل جزءًا من المسؤولية عن الوضع الحالي، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن، بما في ذلك تثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات، هو نتيجة هندسة سياسية وأمنية إسرائيلية مكتملة الأركان، محذرًا من أن تداعيات القرار الأممي ستتضح لاحقًا مع تطبيق بنوده.



