بعد الحكم على رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة بالإعدام غيابيًا.. هل تسلمها الهند؟
أصدرت محكمة في دكا، اليوم الاثنين، حكما بإعدام رئيسة الوزراء البنجلاديشية السابقة الهاربة الشيخة حسينة، بعد إدانتها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال المظاهرات الحاشدة ضد حكومتها العام الماضي، حسبما ذكرت وكالة الأناضول.
وفي ظل إجراءات أمنية مشددة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في دكا حكمها غيابيا، حيث لا تزال حسينة في الهند، وقالت المحكمة في حكمها إن حسينة ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، مضيفة أنها كانت "القائدة العليا لكل الفظائع".
وجاء في نص الحكم الذي يقع في 453 صفحة: "لقد حدثت الجرائم تحت علمها (الشيخة حسينة)"، وجاء في البيان أن "كل الظروف التي تبشر بجريمة ضد الإنسانية ثبتت" في قضية حسينة.
ومن بين المحكوم عليهم بالإعدام وزير الداخلية السابق أسد الزمان خان كمال، المتواجد أيضا في الهند، وفقا لوزارة الخارجية البنجلاديشية.
ويحق لحسينة ومساعديها تقديم استئناف أمام المحكمة العليا شخصيا خلال الثلاثين يوما المقبلة.

رئيسة الوزراء البنجلاديشية السابقة تهرب من البلاد
فرت حسينة إلى الهند في 5 أغسطس 2024، في ذروة انتفاضة جماهيرية ضد حكومتها، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 1400 شخص.
وفي وقت لاحق، وجهت الحكومة المؤقتة خمس تهم، بينهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ضد حسينة ومساعديها.
أدت الانتفاضة الطلابية الجماعية العام الماضي إلى إطاحة حكومة رابطة عوامي بزعامة حسينة، والتي حكمت الدولة الواقعة في جنوب آسيا لأكثر من 15 عامًا.
وأمرت المحكمة أيضًا بمصادرة جميع الممتلكات التابعة لحسينة ووزير الداخلية السابق كمال.
وحكمت المحكمة على رئيس الشرطة السابق شودري عبد الله المأمون بالسجن لمدة خمس سنوات لأنه "أصبح موافقا على القضية من خلال اعترافه بتورطه".

كيف سينفذ حكم الإعدام في حسينة؟
وقال المدعي العام محمد تاج الإسلام للصحفيين في مقر المحكمة: "لقد تم تقديم العدالة والحكم باعتبارهما عملية شفافة، ويمكن لأي شخص في جميع أنحاء العالم أن يأتي ويتأكد من ذلك"، وأضاف إن ضحايا انتفاضة العام الماضي سيحصلون على تعويضات من ممتلكات حسينة وكمال.
وحول كيفية تنفيذ الحكم في ظل بقاء حسينة في الهند، قال المدعي العام إن الحكومة "يمكنها الاستفادة من معاهدة تسليم المجرمين مع الهند وتنفيذ العقوبة أو يمكنها الذهاب إلى الإنتربول لإحضار حسينة إلى بنغلاديش".
وقال للصحفيين إن عائلات الضحايا "لن تشعر بالسعادة إلا بعد عودة حسينة إلى وطنها من الهند وتنفيذ الحكم".
اتصالات بين الهند وبنجلاديش لتسليم حسينة
بدورها، حثت وزارة الخارجية البنجلاديشية، اليوم الاثنين، الهند على إعادة حسينة وكمال إلى بلديهما الأصليين.
وقالت الوزارة في بيان عقب صدور حكم المحكمة: "سيكون هذا عملا خطيرا وغير ودي ومهزلة للعدالة من أي دولة أخرى أن تمنح اللجوء لهؤلاء الأفراد المدانين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية"، وأضافت أن "هذا أيضًا التزام على الهند بموجب معاهدة التسليم القائمة بين البلدين".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إنها "أحاطت علما بالحكم" ضد حسينة.
وقالت الخارجية الهندية في بيان: “وبصفتها جارةً قريبة، تظل الهند ملتزمة بتحقيق المصالح العليا لشعب بنجلاديش، بما في ذلك السلام والديمقراطية والشمول والاستقرار في البلد، وسنواصل العمل بشكل بنّاء مع جميع الجهات المعنية لتحقيق هذه الغاية”.



