هاني توفيق: البنوك تعرقل اكتتاب العملاء فى أذون الخزانة عن عمد
في خطوة لافتة أثارت اهتمام المتابعين للشأن الاقتصادي ، كشف الخبير الاقتصادي هاني توفيق، عن وجود ممارسات «غير مرئية» داخل بعض البنوك المصرية قد تؤثر بشكل مباشر على حقوق العملاء الراغبين في الاستثمار الآمن ، جاء تحذير توفيق عبر منشور أحدث تفاعلًا كبيرًا، بعدما كشف فيه عن تعطيل متعمد لطلبات الاكتتاب في أذون وسندات الخزانة بالسوق الأولية، وهو ما قد يدفع العملاء دون علمهم إلى خيارات أقل جدوى مالية، هذا الطرح يسلط الضوء على ملف حساس يتعلق بالشفافية المصرفية ودور البنك المركزي في ضبط آليات السوق، خاصة في ظل بحث المواطنين عن قنوات استثمار موثوقة وسط تقلبات اقتصادية متسارعة.
تعطيل طلبات اكتتاب العملاء
قال الخبير الاقتصادي هاني توفيق، خلال تصريح له عبر حسابه الشخصي على «فيس بوك»، إن بعض العاملين داخل البنوك يعمدون إلى تعطيل طلبات اكتتاب العملاء في السندات وأذون الخزانة داخل السوق الأولية، وهو ما يعد مخالفة صريحة لآليات العمل السليمة في القطاع المصرفي، وأوضح «توفيق» أن هذه الممارسات تهدف إلى دفع العملاء للشراء من السوق الثانوية بدلًا من السوق الأولية ، وهو ما يمنح البنك هامش ربح أكبر على حساب العميل.
وأضاف هاني توفيق ، أن اكتتاب العملاء في السوق الأولية يتيح لهم الحصول على الأوراق المالية بأسعارها الحقيقية دون رسوم أو زيادات، بينما يؤدي تحويلهم للسوق الثانوية إلى تحملهم تكلفة أعلى، في حين يستفيد البنك من الفارق السعري، وأشار إلى أن هذا التصرف لا يخدم سوى مصلحة البنك ولا يراعي حق العميل في أفضل فرصة استثمارية متاحة.
تعطيل طلبات الإكتتاب يحدث فجوة في الثقة بين العملاء والبنوك
وأوضح «توفيق»، أن استمرار هذه الممارسات قد يخلق فجوة في الثقة بين العملاء والبنوك، خاصة في ظل التوجه العام نحو زيادة الإقبال على الاستثمار في أدوات الدين الحكومية، التي تعد من أكثر الوسائل أمانًا للادخار، وأكد أن المواطنين يلجؤون لهذه الأدوات تحسبًا لأي تغيرات اقتصادية، وللاستفادة من اتجاه أسعار الفائدة الذي قد يشهد انخفاضًا خلال الفترة المقبلة.
ودعا الخبير الاقتصادي، البنك المركزي إلى إنشاء وحدة خاصة لمتابعة ورصد هذه التجاوزات داخل القطاع المصرفي، لضمان التزام البنوك بالقواعد المنظمة، ولحماية العملاء من أي ممارسات قد تؤثر على مصالحهم المالية، وشدد على أن الرقابة القوية من شأنها تعزيز الشفافية وتدعيم كفاءة السوق المالية.
الحفاظ على ثقة العملاء
وأكد «توفيق» أن حل مثل هذه الإشكاليات ليس فقط في مصلحة العملاء، بل في مصلحة البنوك نفسها على المدى الطويل، إذ إن الحفاظ على ثقة الجمهور هو الأساس لأي منظومة مصرفية ناجحة، وأضاف أن السوق المصرية تمر بمرحلة دقيقة تتطلب أعلى درجات الالتزام والوضوح، نظرًا لتزايد الطلب على أدوات الاستثمار منخفضة المخاطر.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن دور البنك المركزي في الوقت الحالي يجب أن يكون أكثر حضورًا وصرامة، لضبط أي سلوكيات قد تؤدي إلى الإضرار بالمتعاملين في السوق، وضمان بيئة مالية عادلة وشفافة للجميع.
