ترند "Bird Theory" يجتاح السوشيال ميديا.. اختبري زوجك
في مساءٍ دافئ، جلس حبيبان على شرفة تطل على المدينة، يتأملان السماء حين مرّ طائر صغير أمامهما. ابتسمت هي وقالت مازحة: "هل سمعت عن نظرية الطائر؟"، فأجابها مبتسمًا: "أتعنين اختبار الحب الجديد؟"، لتبدأ بينهما مناقشة تكشف ما يعنيه الاهتمام في الحب الحقيقي.
في الآونة الأخيرة، اجتاحت منصّات التواصل الاجتماعي ظاهرة عابرة للترند أُطلق عليها اسم «نظرية الطائر» أو باللغة الإنجليزية «Bird Theory». ، وهى عبارة عن أن الشريك يقول عبارة مثل «رأيتُ طائراً اليوم» أو «شوفت عصفورة النهاردة»، ثم يراقب كيف سيتفاعل الطرف الآخر معها ، هل يبدي تساؤلاً، اهتماماً، أو تجاهلاً؟

الفكرة تكمن في اختبار سريع وغير رسمي لمدى اهتمام الشريك بالأمور البسيطة، ومدى وتفاعله مع الطرف الآخر فعندما تقول عبارة تبدو عشوائية وبسيطة، يكون الردّ عليه مؤشّراً: إذا ردّ الشريك بفضول («بالفعل؟ أيّ نوع الطائر؟»)، فهذا يُعدّ تفاعلاً إيجابياً، أما إذا تجاهل أو ردّ بردودٍ باردة أو سريعة دون اهتمام، فإن بعض المستخدمين يفسّرون ذلك كعلامة على قلة التفاعل العاطفي، يجسد هذا الترند فكرة أن ليس كل ما يهمّ في العلاقة هو اللحظات الكبيرة، بل الأفعال الصغيرة والمتكرّرة.

بحسب البحث الذي أجراه الباحثان جون جوتمان وجولي جوتمان في دراسات الأزواج، تُعدّ الاستجابة لمحاولات الشريك للتواصل (حتى البسيطة منها) مؤشرًا هامًا على استقرار العلاقة، وقد وجد الباحثان أن الأزواج الذين يتطلّعون لمحاولات بعضهم البعض للتواصل بنحو «الالتفات نحو الشريك» كانوا أقل عرضة للطلاق بعد ست سنوات مقارنة بمن كانوا يستجيبون أقل.

ويؤكد علماء النفس انه رغم أنها تبدو فكرة لطيفة وخفيفة، إلا أن هناك تحذيرات مهمة، مثل أنه لا يمكن اختزال «مدى الحب» أو «جديّة العلاقة» في تجربة واحدة أو عبارة واحدة. كما قالت خبيرة العلاقات: «العلاقة لا يمكن اختزالها في تصرّف واحد».
الاستخدام المتكرر لمثل هذه «الاختبارات» قد يؤدي إلى توقعات غير واقعية أو شعور بالإحباط إذا لم يكن هناك ردّ فوري من الشريك، وقد تختلف أساليب التعبير عن الحب والتواصل من شخص لآخر، فبعض الأشخاص لا يتجاوبون بنفس الطريقة لكن ليس بالضرورة أنهم أقلّ حبّاً أو اهتماماً.
بالنسبة لمن في علاقة، فإن الترند ربما يكون جرس إنذار أو تنبيه بسيط لا أكثر، لكن الأهم من ذلك، ألا يُعتمد فقط على هذا النوع من الاختبارات، فالتواصل الصريح والمباشر بين الشريكين، والتعبير عن الاحتياجات والاهتمامات، ما يحقّق التفاهم العاطفي الحقيقي، كما يجب الوضع في الحسبان أن هناك أياماً يكون فيها الشريك مشغولاً أو مضغوطاً، وردّة الفعل الباردة في تلك اللحظة لا تعني بالضرورة قلة حبّ.