00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

خطة مصر للإعمار على الطاولة.. مؤتمر غزة بين ضغوط السياسة وسباق التمويل

مؤتمر إعادة إعمار
مؤتمر إعادة إعمار غزة

استعرض الدكتور بدر عبد العاطي مع حسين الشيخ، التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، مشيراً إلى أهمية حشد الدعم الإقليمي والدولي لضمان التنفيذ الفعال لخطة التعافي المبكر والإعمار، واتفق الجانبان على مواصلة التشاور والتنسيق الوثيق خلال الفترة المقبلة دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني وجهود تحقيق السلام الدائم والعادل.

واستعرض الوزير عبد العاطي التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة دعماً للشعب الفلسطيني. كما تناول الاتصال المشاورات الجارية حول مشروع القرار بمجلس الأمن بشأن التطورات في غزة والترتيبات الأمنية، في ضوء المداولات الجارية داخل المجلس، حيث أكد الوزير عبد العاطي أهمية أن يسهم القرار في تثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لتحقيق سلام عادل وشامل يُلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

وفي التقرير التالي يرصد لكم موقع نيوز رووم، تفاصيل مؤتمر إعادة إعمار غزة :

إعادة إعمار غزة تشهد نقاشات كبيرة

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن التحضيرات الجارية لمؤتمر إعادة إعمار غزة تشهد نقاشات كبيرة، خاصة بعد الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، والذي تناول تفاصيل ترتيبات المؤتمر وإمكانية تأجيل موعد انعقاده.
وأوضح فهمي في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، أن هناك حديثًا داخل الدوائر المنظمة عن احتمال تأجيل المؤتمر إلى نهاية الشهر، رغم أن الموعد المقترح سابقًا كان منتصف الشهر، مشيرًا إلى أن جدول الأعمال يتركز على محورين رئيسيين: الأول هو حشد أكبر عدد من الدول والمؤسسات الدولية المانحة، والثاني يتعلق بالشروط الفنية والسياسية التي تضعها هذه المؤسسات للمشاركة وتمويل مشروعات الإعمار.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن المؤسسات المانحة تشترط شرطًا رئيسيًا يتمثل في ضمان عدم وجود حماس في المشهد الإداري الخاص بالإعمار، أو على الأقل تحييد دور الحركة أثناء تنفيذ المشروعات، وهو ما يزيد من تعقيد الترتيبات.

ملف الإعمار سيُركز على المناطق التي لا تخضع للسيطرة الإسرائيلية

وأضاف الدكتور طارق فهمي أن ملف الإعمار سيُركز على المناطق التي لا تخضع للسيطرة الإسرائيلية المباشرة، في حين أن نحو 52% من أراضي القطاع ما زالت تقع داخل مناطق سيطرة الاحتلال، ما يجعل عمليات الإعمار محكومة بحدود سياسية وأمنية واضحة، كما ستتناول المناقشات التمويل، ومراحل التنفيذ، والمدة الزمنية، إلى جانب كيفية التنسيق مع الخطة الأميركية المطروحة سابقًا حول إعمار غزة، والتي طرحت في عهد جاريد كوشنر، وتتضمن تقسيمًا للمناطق بين جهات مختلفة.

وأشار فهمي، إلى أن المشهد أكثر تعقيدًا بالنظر إلى أن مجلس الأمن يناقش مشروع قرار يتعلق بالوضع في غزة، لافتًا إلى أن نتيجة التصويت سواء جاء القرار أميركيًا أو روسيًا أو عربيًا ستؤثر بلا شك في مسار المؤتمر، إذ يمكن أن تمنحه قوة دفع سياسية أو تعرقل انعقاده إذا غابت الأرضية القانونية التي يستند إليها. 

حل الإشكاليات المحيطة بالمشهد الفلسطيني الداخلي

وبشأن الحديث عن تأجيل المؤتمر، قال فهمي إن الأمر لا يتعلق فقط بالموعد، بل بـ حل الإشكاليات المحيطة بالمشهد الفلسطيني الداخلي، وعلى رأسها عدم التوافق حتى الآن على تشكيل لجنة الإشراف على إعادة الإعمار، فالمفترض أن تضم اللجنة 15 شخصية فلسطينية مستقلة من الخبراء (تكنوقراط)، لكن الخلافات بين الفصائل  خصوصًا بعد تمسك الرئيس محمود عباس بأن تكون اللجنة برئاسة وزير تابع للسلطة أدت إلى تعطيل تشكيلها، وهو ما رفضته مصر وقطر وحركة حماس.

وتابع أن المقترح الأخير اختصر اللجنة إلى سبعة أعضاء فقط، مع طرح اسم "مازن الشوا" لقيادتها باعتباره شخصية مستقلة تحظى بقبول نسبي، إلا أن الخلافات ما زالت قائمة حتى الآن.

وأكد فهمي، أن عقد مؤتمر الإعمار دون حل هذه القضايا قد يكون خطأً كبيرًا، لأن الأهم ليس مجرد اجتماع الدول، بل الخروج بقرارات قابلة للتنفيذ ومقبولة من الأطراف كافة، حتى لا يتحول المؤتمر إلى مجرد حدث سياسي بلا نتائج على الأرض.

مصر تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة من أجل إنجاح مؤتمر إعادة إعمار غزة

أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة من أجل إنجاح مؤتمر إعادة إعمار غزة، مشددًا على أن الهدف ليس مجرد عقد المؤتمر، وإنما الوصول إلى مخرجات عملية تضمن تنفيذ الخطة المصرية لإعادة الإعمار وترسيخ بقاء الفلسطينيين في أرضهم.

وأوضح سلامة في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم،أن التحدي الحقيقي أمام المؤتمر لا يتعلق بعدد المشاركين أو الجهات المانحة، فمصر نجحت بالفعل عبر اتصالاتها في تأمين حضور واسع من دول العالم والمنظمات الدولية، لكن الرهان الأكبر يبقى على حجم الالتزامات المالية التي ستخرج بها الجلسات الختامية، خاصة في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع والحاجة إلى تمويل ضخم يعيد بناء البنية التحتية من الصفر.

وجود استجابة حقيقية للخطة العربية–الإسلامية–المصرية

وأشار إلى أن القاهرة تعمل على حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الدولي لضمان أن يعقد المؤتمر بنتائج ملموسة، مشددًا على ضرورة وجود استجابة حقيقية للخطة العربية–الإسلامية–المصرية التي تعد الإطار الوحيد القابل للتنفيذ على الأرض.

وأضاف سلامة أن مصر لا تنتظر انعقاد المؤتمر فقط، بل تتحرك بالفعل على الأرض من خلال الاستمرار في إدخال المساعدات وبناء المنازل المتنقلة وبدء خطوات فعلية في ملف إعادة الإعمار، حتى في ظل احتمالات تأجيل المؤتمر أو تغير موعده.

وفيما يتعلق بمشهد مجلس الأمن، قال إن قرار المجلس – أيًا كان شكله – سيؤثر بشكل مباشر على المؤتمر، موضحًا أن إسرائيل لا تزال تبدي اعتراضات على أي ترتيبات تخص قوات الاستقرار الدولية أو مسألة نزع سلاح الفصائل، كما أن الداخل الإسرائيلي يشهد انقسامًا حول دور هذه القوات واحتمالات تقييدها لتحركات الجيش.

نجاح المؤتمر أو تعطله مرتبط أيضًا بخلافات داخلية فلسطينية

وأشار إلى أن نجاح المؤتمر أو تعطله مرتبط أيضًا بخلافات داخلية فلسطينية حول تشكيل لجنة الإعمار، حيث كان من المفترض أن تضم 15 خبيرًا مستقلًا، لكن المقترح تقلص إلى 7 أسماء فقط، مع تمسك القيادة الفلسطينية بأن يترأس وزير اللجنة، وهو ما رفضته حماس ومصر وقطر، مما أدى إلى تباطؤ في حسم هذا الملف.

ولفت سلامة إلى أن الولايات المتحدة تدفع بقوة نحو مشروع قرارها الخاص، والذي يمنحها نفوذًا كبيرًا في ترتيبات ما بعد الحرب، بينما تتحفظ روسيا وقد تلجأ إلى استخدام الفيتو اعتراضًا على الصيغة الأمريكية، الأمر الذي يجعل كل الاحتمالات مفتوحة بشأن نتائج جلسة مجلس الأمن.

وفي ختام حديثه، شدد الدكتور حسن سلامة على أن العامل الحاسم ليس توقيت انعقاد المؤتمر، بل مدى جاهزية الأطراف الدولية لتبني خطة إعمار قابلة للتنفيذ، تضمن تعزيز الاستقرار في غزة وتحمي الوجود الفلسطيني على أرضه.

تم نسخ الرابط