00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

مصر ترسم خريطة الإعمار في القارة

من أسوان إلى الاتحاد الأفريقي… كيف ترسم مصر خريطة الإعمار في القارة؟

إعمار أفريقيا
إعمار أفريقيا

أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي النسخة الخامسة من أسبوع إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات.

وقال الرئيس السيسي، يطيب لي بصفتي رائد الاتحاد الأفريقي لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات أن أعلن عن إطلاق فعاليات النسخة الخامسة لأسبوع الاتحاد الأفريقي للتوعية بإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات؛ وذلك خلال الفترة من 17 إلى 23 نوفمبر 2025 تحت عنوان "إعادة بناء الحياة بعد النزاع من خلال العدالة التعويضية"، والذي تحتضن القاهرة فعالياته الرئيسية العام الجاري.

النسخة الخامسة من أسبوع إعادة الإعمار والتنمية

بالرغم مما تقدم، فإن قارتنا الأفريقية تزخر بمقومات وموارد وثروة بشرية هائلة، وقطعت أشواطاً مقدرة نحو إطلاق هذه المقومات لدعم السلم والأمن والتنمية في دولها، كما بات لزاماً تعزيز التضامن وتبني مقتربات شاملة تراعي الأسباب الجذرية للتحديات الماثلة في القارة، وفي القلب منها إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات وتفعيل سياسة الاتحاد الأفريقي المحدثة ذات الصلة في سياقات ما بعد النزاعات، وذلك بالعمل على تأهيل المؤسسات ودعم الملكية الوطنية للحلول، وبناء قدرات المواطنين والكوادر، والتوعية بمخاطر الصراعات، ودفع جهود التنمية الشاملة، وإشراك قطاعات المجتمع وعلى رأسهم الشباب والمرأة في كافة هذه الجهود، مع العمل على تحقيق العدالة لضحايا الصراعات، وقد جاء انعقاد النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين في شهر أكتوبر ٢٠٢٥ تجسيداً للرؤية المصرية الهادفة لتعزيز الرابط بين السلم والأمن والتنمية بما فيها جهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات.

تفاصيل إطلاق النسخة الخامسة من أسبوع إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات

وفي التقرير التالي يرصد لكم موقع نيوز رووم، أراء الخبراء والمتخصصين تفاصيل وأهمية إطلاق النسخة الخامسة من أسبوع إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات:

ومن جانبه قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقارة الإفريقية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والتنموية، مؤكدًا أن هذا الارتباط تعزز خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، حيث لعبت دورًا بارزًا في دعم أجندة القارة والمشاركة في لجان عديدة معنية بالتكامل والتنمية، مضيفًا أن مصر منخرطة بعمق في القضايا الأمنية الإفريقية، خاصة ما يتعلق بمواجهة الإرهاب وتداعياته على استقرار الدول.

وأشار بدر الدين، في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، إلى أن مصر تُعد بوابة رئيسية للقارة الإفريقية، وهو ما يجعلها مهتمة بكل ما يطرأ من تطورات داخل القارة، وتسعى باستمرار إلى طرح حلول عملية للتحديات التي تواجهها. كما تعمل الدولة المصرية على تعزيز التعاون مع مختلف الدول الإفريقية من خلال التحرك على جميع المستويات السياسية والدبلوماسية والتنموية لدعم الاستقرار وتحقيق المصالح المشتركة.

التحرك المصري في إفريقيا يعتمد على عدة محاور

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن التحرك المصري في إفريقيا يعتمد على عدة محاور، يأتي في مقدمتها المحور الإفريقي الذي يمثل أحد أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية، مشددًا على أن الدور المصري يحظى بتقدير واسع على المستويين الإقليمي والدولي.

واختتم بدر الدين بالإشارة إلى أن القارة الإفريقية تواجه مجموعة من التحديات المعقدة، من بينها الصراعات الداخلية في بعض الدول، وانتشار الميليشيات والإرهاب، إلى جانب تحديات التنمية الاقتصادية والتقدم التكنولوجي، ما يستلزم تنسيقًا أكبر وجهودًا جماعية لمواجهة هذه التحديات، ويضع عبئ كبير على الدولة المصرية.

ملف إعادة الإعمار أصبح أحد أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية

قال الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشأن الأفريقي، إن ملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات أصبح أحد أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية خلال السنوات الماضية، موضحًا أن الاهتمام المصري بهذا الملف برز بوضوح منذ عام 2019 مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وما تبعه من إنشاء مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية، ثم استضافة القاهرة له عام 2020، إلى جانب إطلاق منتدى أسوان للسلام والتنمية الذي ركّز بشكل أساسي على قضايا إعادة الإعمار في القارة، مؤكدًا أن هذا التوجّه يعكس قناعة مصر بأن إعادة البناء والتنمية هي إحدى الأدوات المحورية لتعزيز الاستقرار داخل إفريقيا.

وأضاف قرني ، في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، أن شعار الدورة الحالية لأسبوع الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية الذي تستضيفه القاهرة تحت عنوان "إعادة بناء الحياة بعد النزاع من خلال العدالة التعويضية"، يضع على الطاولة مجموعة واسعة من القضايا المرتبطة بمستقبل الدول الخارجة من الصراعات. وأشار إلى أن مصر تبذل جهودًا كبيرة لدعم الملكية الوطنية الأفريقية في عمليات الإعمار، انطلاقًا من إيمانها بأن الدول الإفريقية هي الأقدر على قيادة عمليات البناء في مجتمعاتها.

استضافة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية

وأوضح أن القاهرة لم تكتفِ بطرح رؤى أو المبادرة بإنشاء المراكز المعنية بالإعمار، بل قدمت أيضًا أدوات تنفيذية واضحة، على رأسها استضافة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية، باعتباره أحد أهم الأذرع الفنية للاتحاد في هذا المجال، كما لعب منتدى أسوان للسلام والتنمية دورًا بالغ الأهمية خلال دوراته المتتالية في إبراز قضايا الإعمار كإحدى أولويات الأمن والاستقرار في القارة.

وأشار الخبير في الشأن الأفريقي إلى أهمية الدور الذي يقوم به مركز القاهرة لتسوية المنازعات وحفظ السلم والأمن، التابع لوزارة الخارجية، والذي يُعد من أبرز مراكز تسوية النزاعات في إفريقيا وعلى المستوى الدولي، حيث نظم عشرات الدورات لبناء قدرات الكوادر الأفريقية في مجالات حفظ السلام وإدارة النزاعات، كما تعمل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في نحو 26 مجالًا تنمويًا داخل إفريقيا، وهو ما يجعلها عنصرًا جوهريًا في جهود الإعمار والتنمية.

الاستعداد لمرحلة إعادة بناء الدولة فور توقف النزاع

وأوضح قرني أن الفلسفة المصرية في هذا الملف تقوم على ثلاث ركائز أساسية. الأولى: الواقعية السياسية والاقتناع بأن كل صراع، مهما طال، سينتهي في لحظة ما، ما يفرض ضرورة الاستعداد لمرحلة إعادة بناء الدولة فور توقف النزاع. أما الركيزة الثانية فهي الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية، وهو مبدأ تبنته مصر بقوة منذ 2019، ويقوم على دعم الكوادر الوطنية في إدارة ملفات الإعمار ومكافحة الإرهاب، خصوصًا في مناطق الساحل والصحراء.

أما الركيزة الثالثة، فتتمثل في إدراك محدودية الموارد الأفريقية والحاجة الملحّة إلى تمويل عادل لعمليات التنمية، ومن هنا جاءت التحركات المصرية لخلق شراكات ثلاثية تضم الحكومات الأفريقية ومؤسسات التمويل الدولية والقطاع الخاص، مع التواصل المستمر مع شركاء دوليين مثل الجايكا اليابانية والبنك الإسلامي للتنمية، مشيرًا كذلك إلى أن مصر تلعب دورًا مهمًا في الدعوة إلى إسقاط الديون عن الدول الأفريقية بما يساعدها على إعادة البناء وتحقيق تنمية مستدامة.

وأكد قرني أن القاهرة تحذر دائمًا من الاستقطاب الدولي الذي تدفع إفريقيا ثمنه، وتدعو إلى حوكمة أكثر عدالة لمؤسسات النظام الدولي، وعلى رأسها مجلس الأمن، كما تعمل مصر على تعزيز التعاون بين مؤسسات التمويل الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني الأفريقي، لصياغة رؤية أفريقية متكاملة لمرحلة ما بعد النزاعات.

وختم الخبير الأفريقي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر لا تكتفي بإطلاق المبادرات، بل تتبنى نموذجًا متكاملًا يجمع بين الرؤية والأدوات التنفيذية لتفعيل ملف إعادة الإعمار والتنمية في القارة بشكل عملي ومستدام.

تم نسخ الرابط