خبير موارد مائية يكشف عن الخطر الحقيقي بشأن سد النهضة الإثيوبي | خاص
قال الدكتور نادر نور الدين، خبير الموارد المائية، إن تشغيل توربينات سد النهضة يصب في مصلحة مصر والسودان، موضحًا أن تشغيلها يعني سحب كميات من المياه من بحيرة السد لتوليد الكهرباء، ثم تعود هذه المياه لتتدفق طبيعيًا نحو دولتي المصب.
وأضاف نور الدين، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن الخطر الحقيقي يكمن في عدم تشغيل التوربينات، لأنه في هذه الحالة ستقل كميات المياه الواردة إلى مصر والسودان، وستُصرف فقط عبر بوابات المفيض عند حدوث فائض، أو من خلال بوابتين سفليتين محدودتي السعة لا تتجاوز تصريفاتهما اليومية نحو 175 مليون متر مكعب.
وأشار الدكتور نور الدين إلى أن إثيوبيا أعلنت خلال افتتاح السد في 9 سبتمبر الماضي أنها انتهت من تركيب 8 توربينات يعمل منها فعليًا 5 توربينات، وأنها ماضية في تركيب 13 توربينًا إضافيًا وفق التصميم الأصلي للسد، غير أن تشغيل هذه المنظومة بالكامل مرهون بالانتهاء من محطة نقل الكهرباء وخطوط الضغط العالي التي ستنقل الطاقة المنتَجة إلى الداخل الإثيوبي وإلى الدول المستهدفة بالتصدير، وعلى رأسها السودان وجنوب السودان، موضحًا أن المؤشرات تكشف وجود تأخر في استكمال هذه الشبكات ومحطة الكهرباء.
وأوضح أن الحديث عن "فشل إثيوبيا" في تشغيل التوربينات غير دقيق، خاصة أن الشركة الإيطالية المسؤولة عن التصنيع، إلى جانب شركة صينية وأخرى دولية، تشارك في إدارة التشغيل خلال المرحلة الأولى.
وأكد الدكتور نادر نور الدين أن مصر طالبت، خلال مفاوضات الملء والتشغيل، بأن تلتزم إثيوبيا بتشغيل 13 توربينًا وفق المعدلات العالمية، بما يضمن تدفق كميات من المياه مقاربة لما كان يصل إلى مصر قبل بناء السد.
واختتم قائلاً إن الجدل حول تشغيل التوربينات أو توقفها لا يمثل أولوية لمصر كما يمثّل لإثيوبيا نفسها، مشيرًا إلى أن البعض يروج لفكرة فشل أديس أبابا في إدارة السد دون مبرر حقيقي، وأن هذا الأمر لا يستدعي الشماتة ولا يعبر عن الموقف المصري الرسمي.