00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

منذ فجر التاريخ، كانت مصر مركز الثقل في محيطها الإقليمي والعربي، تحمل على عاتقها مسؤولية الحفاظ على استقرار المنطقة والدفاع عن قضايا الأمة بروح من الاتزان والواقعية السياسية. واليوم، وفي ظل ما تشهده المنطقة من أزمات متلاحقة وصراعات ممتدة، يبرز الدور المصري كركيزة أساسية للسلام والأمن الإقليمي، وكسد منيع في وجه الفوضى ومحاولات تفكيك الدول الوطنية.
دور محوري قائم على الثوابت
تستمد السياسة الخارجية المصرية قوتها من ثوابت راسخة تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مع العمل على دعم قضايا العدالة والكرامة الإنسانية. هذا النهج المتوازن أكسب القاهرة احترامًا واسعًا إقليميًا ودوليًا، وجعلها وسيطًا مقبولًا لدى جميع الأطراف في النزاعات التي تعصف بالمنطقة.
فمصر لا تسعى إلى فرض نفوذ أو تحقيق مكاسب آنية، بل تؤمن بأن أمن المنطقة كلٌّ لا يتجزأ، وأن الحفاظ على وحدة واستقرار الدول العربية هو الضمان الحقيقي لأمنها القومي.
الموقف المصري من الأزمة في غزة
تتجلى معالم هذا الدور بوضوح في موقف مصر من الأزمة الراهنة في قطاع غزة، إذ اتخذت القاهرة موقفًا إنسانيًا وسياسيًا متوازنًا، ينطلق من دعم الشعب الفلسطيني الشقيق ورفض الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، مع السعي الجاد لوقف إطلاق النار وتجنيب المدنيين ويلات الحرب.
لم تكتفِ مصر بإطلاق الدعوات الدبلوماسية، بل فتحت معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية والجرحى، وقدّمت الدعم اللوجيستي والطبي في مشهد يعكس أصالة الموقف المصري وتاريخه الممتد في نصرة القضية الفلسطينية.
وفي الوقت نفسه، تحرص القاهرة على أن تبقى بوابة السلام مفتوحة، من خلال اتصالاتها المكثفة مع القوى الإقليمية والدولية لتثبيت التهدئة، ودفع المجتمع الدولي نحو تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين، وتهيئة الأجواء لإعادة إطلاق عملية سلام عادلة وشاملة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
مصر وصمام أمان المنطقة
لا يمكن الحديث عن أمن الشرق الأوسط دون التطرق إلى الدور المصري في منع انزلاق المنطقة نحو الفوضى. فمصر، بما تملكه من ثقل سياسي وعسكري وثقافي، كانت ولا تزال صمام أمان أمام محاولات تفكيك الدول الوطنية وجر المنطقة إلى صراعات عبثية.
وفي أزمات ليبيا والسودان وسوريا واليمن، تبنت القاهرة نهجًا يقوم على الحوار والدعم السياسي والإنساني، مع رفض التدخلات الخارجية التي تزيد الأوضاع اشتعالًا. كما تعمل مصر عبر أجهزتها الدبلوماسية والأمنية على تقريب وجهات النظر بين الأشقاء العرب، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن أمن الخليج من أمن مصر، وأن استقرار المشرق والمغرب العربيين مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي المصري.
الجهود المصرية في دعم الدول الشقيقة
على صعيد آخر، تواصل مصر تقديم الدعم للدول العربية والإفريقية في مجالات التنمية وإعادة الإعمار، من خلال برامج التعاون الفني وتبادل الخبرات والمساعدات الإنسانية.
كما تلعب القاهرة دورًا مؤثرًا في مؤسسات العمل العربي المشترك، وتسعى إلى تعزيز التكامل الاقتصادي ودفع مسيرة التنمية المستدامة في المنطقة، إدراكًا منها بأن الأمن لا يتحقق بالقوة وحدها، بل بالتنمية والتعليم وتمكين الشعوب من مستقبل أفضل.
ولم تغفل مصر دورها في إفريقيا، إذ تعمل على ترسيخ التعاون مع دول حوض النيل والقارة السمراء، تعزيزًا للأمن المائي المشترك، ودعمًا لمسار التنمية والسلام في القارة.
دبلوماسية حكيمة ورؤية شاملة
تتميز السياسة المصرية بالقدرة على الموازنة بين الثوابت والمصالح، وبين الواقعية والمبدأ. فهي تدرك أن العالم يتغير بسرعة، وأن الحفاظ على الاستقرار الإقليمي يتطلب مرونة في التحرك وصلابة في الموقف. ومن هنا جاءت تحركات القيادة السياسية المصرية على الساحتين الإقليمية والدولية لتؤكد أن مصر لا تدافع عن نفسها فحسب، بل عن هوية المنطقة بأسرها.
وفي المحافل الدولية، تواصل مصر طرح رؤيتها للحل السياسي في النزاعات، داعية إلى احترام القانون الدولي، ونبذ سياسة القوة، والعمل المشترك من أجل عالم أكثر عدلًا وإنصافًا.
يبقى الدور المصري أحد الأعمدة الرئيسية في منظومة الأمن الإقليمي، ليس فقط بحكم الجغرافيا والتاريخ، ولكن بفضل الإرادة السياسية والرؤية المتزنة التي تجمع بين القوة والحكمة.
لقد اختارت مصر دائمًا طريق السلام العادل، والتعاون لا الصدام، والدفاع عن القيم العربية في وجه محاولات طمسها. إنها مصر التي لا تكتفي بأن تكون "دولة محورية"، بل تظل قلب العروبة النابض وصوت العقل في زمن تتشابك فيه المصالح وتتعدد فيه التحديات.

تم نسخ الرابط