محمد فوزي: تصريح روبيو إيجابي.. ولكن الواقع في غزة ينسف الاتفاقات ويهدد الهدنة
قال محمد فوزي، الباحث المتخصص في الشأن الإقليمي، إن التصريح الأخير لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي يؤكد أن اليوم التالي في قطاع غزة يجب أن يكون فلسطينيا يحمل في ظاهره رسالة إيجابية، لكنه يفتقر إلى الضمانات العملية والضغط الحقيقي على إسرائيل لتطبيق ما يعلن عنه سياسيا.
التصريح الأخير لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو
وأضاف فوزي في مداخلة هاتفية ببرنامج «اليوم» المذاع على قناة DMC، أن المشكلة الأساسية تكمن في تكرار تصريحات مشابهة من واشنطن دون تحويلها إلى خطوات ضاغطة على الأرض.
وعن الوضع الميداني في غزة قال فوزي: «المشهد يشبه ما جرى في الجبهة اللبنانية بعد اتفاق وقف إطلاق النار»، موضحا أن إسرائيل تماطل في الانسحاب من مناطق سيطرتها بعد الحرب وتستخدم ذرائع متغيرة لتنفيذ غارات وعمليات جوية متفرقة، ما يعيق تثبيت أي تفاهم عملي ويعرض الاتفاق للخطر.
ما يحدث في الضفة الغربية
وأشار إلى أن غياب ضغط دولي فعال ووجود عقلية سياسية داخل إسرائيل تسعى لتفخيخ الاتفاقات، يزيدان من احتمال انهيار أي هدنة، مؤكدا أن ما يحدث في الضفة الغربية من تهجير وعمليات توسعية واستهداف مسلحين قد يؤدي إلى تصعيد ينعكس سلبا على تهدئة غزة، لافتا إلى أن أي تصعيد في الضفة قد يستخدم ذريعة لتوسيع العمليات العسكرية.
مبادرة وضع دستور فلسطيني برعاية دولية
وفي الشق السياسي رأى فوزي أن مبادرة وضع دستور فلسطيني برعاية دولية هامة للغاية، لكن لا يمكن أن تثمر دون مصالحة وطنية شاملة تنهي الانقسام الداخلي وتعيد ترتيب البيت الفلسطيني قبل أي استحقاقات دستورية أو انتخابية.
وأكد فوزي أن الوضع في غزة كارثي بعد نحو 760 يوما من بدء النزاع، مشيدا بدور الهلال الأحمر المصري والجهود المصرية في تسهيل دخول المساعدات، ومعتبرا أن الدعم الإنساني المصري ليس مجرد تضامن بل جزء من رؤية استراتيجية لمواجهة مخططات التهجير.
وفي سياق متصل، تحدث محمد فوزي، الباحث في الشؤون الإقليمية، عن التحركات المصرية والاتصالات الدبلوماسية المستمرة لضمان تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام.
الجهود المصرية منذ بدء التصعيد في 7 أكتوبر 2023
وأوضح فوزي، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن أهمية هذه التحركات تأتي في سياق مجموعة من العوامل المرتبطة بالجهود المصرية منذ بدء التصعيد في 7 أكتوبر 2023، مرورا بالقمة التاريخية لشرم الشيخ التي شهدت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
