00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

محلل عراقي لـ نيوز رووم: آلية تشكيل الحكومة المقبلة أمر معقد

المحلل العراقي حسين
المحلل العراقي حسين الأسعد

قال حسين الأسعد المحلل السياسي العراقي إن أبرز التحديات التي تواجه الحكومة العراقية المقبلة تبدأ من آلية تشكيلها ولونها السياسي، في ظل انقسام واضح بين رؤيتين داخل الساحة السياسية العراقية، مشيرًا إلى أن التحدي لا يتعلق فقط بمرحلة ما بعد التشكيل، بل في الأساس بكيفية تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب وفق التوازنات الداخلية والخارجية.

وأوضح حسين الأسعد في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن النظام السياسي العراقي بعد عام 2003 تأسس على مبدأ المحاصصة بين المكونات، حيث كانت رئاسة الوزراء للمكون الأكبر، ورئاسة الجمهورية ولرئاسة البرلمان توزع حسب الانتماءات الطائفية والقومية، ما جعل القرارات الحكومية السابقة متأثرة بهذا الشكل التوافقي.

وأضاف الأسعد أن الأحداث التي أعقبت 7 أكتوبر غيّرت موازين القوى في المنطقة، حيث تراجع النفوذ الإيراني نسبيًا مقابل محاولات أمريكية لإعادة ترسيخ نفوذها في العراق، خصوصًا بعد تفعيل عقوبات آلية الزناد، موضحًا أن واشنطن تسعى لإبعاد بغداد عن طهران لمنع أي التفاف على العقوبات الدولية.

رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني 
رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني 

وأشار الأسعد إلى أن تشكيل الحكومة المقبلة يواجه تحديًا مزدوجًا، يتمثل في وجود فصائل عقائدية تمتلك تمثيلًا سياسيًا واسعًا داخل البرلمان، في وقت ترفض واشنطن مشاركة تلك القوى في السلطة التنفيذية، متوقعاً أن تتجه تلك الفصائل إلى الاكتفاء بالعمل البرلماني دون المشاركة في الحكومة، حفاظًا على الاستقرار السياسي العام.

ولفت إلى أن التحدي الأمريكي يبقى الأبرز، خاصة بعد إرسال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبعوثه الشخصي مارك سافايا إلى بغداد، في مؤشر على عودة الاهتمام الأمريكي بالعراق باعتباره محورًا مهمًا في الشرق الأوسط، مضيفًا أن واشنطن تريد من العراق اتباع نهج سياسي متوافق مع رؤيتها الإقليمية.

وأوضح الأسعد أن أي حكومة عراقية لا تتعامل بواقعية مع الولايات المتحدة الأمريكية قد تتعرض لضغوط اقتصادية، منها التحكم الأمريكي بأموال النفط العراقي عبر البنك الفيدرالي الأمريكي بموجب قرارات أممية، فضلًا عن ملف النفط المهرب والممزوج بالنفط الإيراني الذي قد تستخدمه واشنطن كذريعة لفرض عقوبات جديدة.


كما أشار إلى أن العراق يواجه تحديًا مائيًا خطيرًا مع تركيا، نتيجة انخفاض الإطلاقات المائية من نهري دجلة والفرات، رغم الاتفاق المبدئي الأخير بين بغداد وأنقرة بوساطة أمريكية، معتبرًا أن أنقرة تستخدم ورقة المياه للضغط السياسي على الحكومة العراقية.

حسين الأسعد: العراق هو الساحة الأخيرة لإيران لمواجهة أمريكا

وأضاف الأسعد أن إيران تعتبر العراق الساحة الأخيرة لمواجهة الولايات المتحدة بعد تراجع نفوذها في بعض مناطق الإقليم، مؤكدًا أن الفصائل المسلحة الموالية لطهران قد تتحرك في حال تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، خاصة وأنها تمتلك خبرة أمنية وتنظيمية كبيرة.
ورغم التحسن الأمني النسبي، حذر الأسعد من أن خطر تنظيم داعش لا يزال قائمًا، وقد يستغل الانقسامات السياسية لتقويض الاستقرار، مشيرًا إلى أن الاقتصاد العراقي ما زال هشًا لاعتماده المفرط على بيع النفط وغياب القطاعات البديلة، في ظل ديون تبلغ نحو 135 مليار دولار واستمرار الفساد المستشري في بعض مؤسسات الدولة.

وأكد المحلل العراقي أن حكومة محمد شياع السوداني اتخذت خطوات لمحاربة الفساد، إلا أن الدولة العميقة لا تزال تمثل عائقًا حقيقيًا أمام الإصلاحات.

كما اختتم حسين الأسعد بالقول إن أكبر تحد أمام الحكومة المقبلة سيكون نزع سلاح الفصائل المسلحة، وهو مطلب أمريكي ضاغط، مشيرًا إلى أن هذا الملف يتجاوز صلاحيات الحكومة كونه مرتبطًا بالقرار الإيراني الداخلي بين المحافظين والإصلاحيين، مما يستدعي تفاهمات مباشرة مع طهران لتجنب أي تصعيد سياسي أو أمني في المرحلة المقبلة.

تم نسخ الرابط