عاجل

45 عاما من الكفاح.. "أم محمد " أشهر بائعة سمك في أسواق السويس: ربيت ولادي بالحلال ونفسي أرتاح

ام محمد اقدم بائعة
ام محمد اقدم بائعة اسماك في السويس

تجسد "أم محمد حمزة"، في سوق الأنصاري في محافظة السويس، صورة من صور الكفاح المستمر والإصرار على العيش الكريم. فهي امرأة في العقد الخامس من عمرها، استطاعت أن تبني حياة صعبة في مجال تجارة الأسماك والبحريات، رغم التحديات التي واجهتها طوال السنوات الماضية.

وتظهر" أم محمد"، كرمز للمرأة المصرية التي تثبت قوتها في وجه صعوبات الحياة، محققة نجاحات كبيرة في مجالها، يظل سوق الأنصاري شاهداً على صبرها وعملها المستمر، ليظل اسمها مرتبطاً بالجودة والنزاهة في تجارة الأسماك في السويس.

 

وتقول "أم محمد"، إنها من مواليد محافظة الإسماعيلية، ثم انتقلت مع والدتها إلى محافظة السويس في سن الثامنة تقريبا، ليبدأ فصل جديد من حياتها في عالم العمل المستمر،في تجارة شاقة يعاني منها الرجال، لكنها وجدت نفسها وسط السوق لا سند لها الا الله.

ومنذ صغر سنها ، كانت "أم محمد" قد تعودت وتعلمت العمل الشاق من والدتها، حيث بدأت بالانخراط في تجارة الأسماك عندما بلغت سن الرشد، و تتخصص "أم محمد" في بيع الجمبري السويسي الشهير، سواء بقشره أو مقشر، بالإضافة الي السوبيا والكاليماري  وتتميز منتجاتها بجودة عالية جعلت لها قاعدة واسعة من الزبائن الذين يفضلون التعامل معها بشكل مستمر، فضلا عن أنها تتحري دائما الميزان الحلال ولا تتبع أي من أساليب، الغش في البيع او الشراء.

وتروي"أم محمد" انها تستيقظ  يومياً في الرابعة صباحاً لتبدأ يومها في شراء الأسماك والجمبري والسوبيا "الصبيط" من الصيادين، ثم تتوجه إلى سوق الأنصاري في السويس حيث تقضي معظم ساعات اليوم في بيع منتجاتها، في سوق الأنصاري الذي  يعتبر واحداً من أبرز أسواق الأسماك ليس في السويس او مدن القناة فقط بل  في مصر، حيث يتم بيع الأسماك الطازجة القادمة من البحر الأحمر، ويتميز السوق بجودة الأسماك المعروضة وكذلك بالعروض التي تقدم على بعض الأنواع التي تحظى بإقبال كبير من الزبائن.

وتؤكد "أم محمد"  ان الطريق الطريق لم يكن سهلاً بالنسبة لها ، فبينما كانت تربي أولادها وتعمل في نفس الوقت، واجهت العديد من التحديات والصعوبات النفسية والحياتية، خاصة أنها تعيش مع أولادها، متحملة المسؤولية كاملة، حيث تؤدي دور الأب والأم معا، لكن رغم كل ذلك استطاعت أن تثبت نفسها وتؤمن مستقبلاً أفضل لأولادها.

وتبتسم "أم محمد"، وهي توضح كيف قامت بتجهيز ابنتها عبر أيام وليالي طويلة وصعبة، من العمل الشاق والمتواصل، كما أنها لم تكتفِ بتعليم أولادها التجارة، بل زرعت فيهم قيم الجد والاجتهاد، وعندما أصبح لديها أحفاد من بنتها هونوا عليها كل الصعاب.

وتشير"أم محمد"، إلى أنها وعلى مدار 45 عاما، عرفها جميع المترددين علي سوق الأنصاري، ليس من السويس فقط بل من مختلف المحافظات، والعديد من الزبائن الذين أصبحوا يتعاملون معها بشكل يومي، يصفون أسلوبها في العمل بالإتقان والنزاهة، وهو ما جعلها تكسب ثقة كبيرة في السوق.

تعد "أم محمد"، مثالاً للمرأة السويسية المصرية الكادحة التي تعمل بجد وإصرار لتوفير حياة كريمة لها ولعائلتها، وتثبت للعالم أن التجارة لا ترتبط بالجنس أو العمر، بل بالإرادة والتصميم على النجاح.

تم نسخ الرابط