عاجل

90% من المصانع الغذائية ليست علي خريطة الرقابة

أستاذ بكلية الزراعة يحذر إضافة مادة «الامونيا » السامة فى الألبان السائبة

الألبان
الألبان

 

أكد الدكتور عاطف فايد، أستاذ علوم وتكنولوجيا الألبان بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، أن الإنتاج المحلي من الألبان السائلة في السوق المحلى يصل إلى حوالي 7.5 مليون طن سنويًا، إلا أن هذا الإنتاج لا يفي باحتياجات السوق المحلي، وأشار إلى أن نسبة الاكتفاء الذاتي من منتجات الألبان تبلغ حوالي 65% فقط، بينما تبلغ الفجوة بين العرض والطلب نحو 35%، وللتغلب على هذا العجز، يتم اللجوء إلى استيراد اللبن المجفف أو اللبن البودرة.

وأوضح الدكتور فايد، فى تصريحات خاصة لـ «نيوز روم»، أن اللبن البودرة ليس نوعًا من أنواع الغش كما يعتقد البعض، بل هو بديل غذائي آمن يحتوي على نفس المكونات الغذائية الموجودة في اللبن الطبيعي السائل، وذلك لأنه يحفظ بطرق علمية تحافظ على العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الكربوهيدرات، والدهون.

انخفاض الإنتاج المحلي في الصيف 

وأشار إلى أن إنتاج الألبان محليًا يعاني من تذبذب موسمي، حيث ينخفض بشكل ملحوظ في فصل الصيف بسبب تراجع إنتاج الأبقار والجاموس من اللبن نتيجة لقلة العلف (البرسيم)، فمن بداية شهر مايو يبدأ العد التنازلي للإنتاج، ويستمر الانخفاض حتى موسم العودة إلى إنتاج البرسيم في نوفمبر وديسمبر، أما في فصل الصيف، يصل العجز إلى حوالي 45% من الاحتياجات المحلية، بينما في الشتاء ينخفض هذا العجز ليصل إلى حوالي 10% فقط.

تعويض العجز في الإنتاج المحلي 

وأضاف استاذ تكنولوجيا الألبان أن هذا العجز يتم تعويضه عن طريق استيراد اللبن المجفف أو اللبن البودرة، الذي يُعد الحل الوحيد لسد الفجوة في الإنتاج المحلي، موضحًا أن احتياج السوق في فصل الشتاء يغطي بنسبة 30% من اللبن المستورد، بينما في الصيف تتضاعف هذه النسبة بسبب تراجع الإنتاج المحلي.

المشاكل الصحية المرتبطة باللبن السائب والغش

كما تحدث الدكتور فايد عن المشاكل الصحية المرتبطة باللبن السائب الذي يتم بيعه في الأسواق بشكل غير قانوني، إذ أن هذا النوع من اللبن ينتج في مزارع منزلية (زرائب) غير خاضعة للرقابة الغذائية، مما يعرض المواطنين لمخاطر صحية خطيرة، ومن أبرز المواد التي يتم إضافتها لللبن السائب هي الأمونيا، التي تستخدم لتقليل الحموضة الناتجة عن التلوث، مما يجعل اللبن يبدو صالحًا للاستهلاك رغم كونه ملوثًا، وأضاف أن الأمونيا هي مادة سامة تشبه في تركيبها مادة اليورين، ولها تأثير قاعدي يساعد على تقليل الحموضة في اللبن، وتعد الأمونيا من المواد السامة التي لا يجب أن يتناولها الإنسان بأي حال، حيث يمكن أن تؤدي إلى تسمم مزمن على المدى البعيد، مما يسبب أمراضًا خطيرة مثل الفشل الكلوي والمشاكل في الأمعاء.

غش خلط الألبان

تحدث أيضًا  الدكتور فايد عن أن بعض التجار يقومون بخلط اللبن الكامل مع اللبن منزوع الدسم أو إضافة مواد أخرى مثل المياه، بهدف زيادة الكمية وتحقيق أرباح أكبر، وهو ما يشكل خطورة على صحة المواطنين، خصوصًا على مرضى القلب والشرايين، حيث أن اللبن الكامل يحتوي على نسبة عالية من الدهون وعندما يتم خلطه باللبن منزوع الدسم، يتسبب ذلك في تلاعب غير قانوني في تركيب اللبن ويؤثر سلبًا على صحة المستهلكين.

وأشار إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجه قطاع الألبان في مصر هو ضعف الرقابة على إنتاج الألبان في المزارع الصغيرة والمناطق غير المسجلة، حيث يتم تداول كميات كبيرة من اللبن السائب في الأسواق دون أي رقابة أو فحص، وأكد أن 10% فقط من المصانع الغذائية والألبان في مصر مسجلة في خريطة الرقابة الغذائية، بينما يظل 90% من هذه المصانع خارج نطاق المراقبة.

كما أشار الدكتور فايد إلى أن هناك علاقة طردية بين جودة اللبن وسعره في السوق، حيث أن اللبن المعبأ المعقم، الذي يخضع لرقابة غذائية صارمة، غالبًا ما يكون أكثر تكلفة. بينما يميل بعض المواطنين إلى شراء اللبن السائب المغشوش لأنه أرخص، مما يزيد من تعرضهم للمخاطر الصحية، ورغم أن اللبن السائب يكون أقل سعرًا، إلا أن جودته غالبًا ما تكون رديئة، مما يعرض صحة المستهلكين للخطر.

تم نسخ الرابط