ضريح للتبرك ومنارة للعلم.. مسجد الفولي جوهرة عثمانية تروي تاريخ المنيا الإسلامي

يبرز مسجد الفولي، كواحد من أقدم وأشهر المساجد التي تحمل بين جدرانها عبق التاريخ وروحانيات الماضي، في قلب مدينة المنيا، وسط أزقتها التاريخية، هذا المسجد الذي يُعدّ منارة دينية وثقافية، يجذب الزائرين والمصلين من كل حدب وصوب، ليس فقط لأداء الصلوات، ولكن أيضًا للاستمتاع بجمال فنونه المعمارية التي تعكس طرازًا إسلاميًا مميزًا.
تاريخ مسجد الفولي ونشأته في المنيا
يعود تاريخ مسجد الفولي إلى العهد العثماني، حيث بُني تخليدًا لذكرى أحد كبار الأولياء الصالحين، وهو "الشيخ أحمد الفولي"، الذي يُنسب إليه المسجد، عُرف الشيخ الفولي بعلمه الواسع وزهده، وكان يحظى بمكانة مرموقة بين أهل المنيا، مما جعل ضريحه محط أنظار المريدين والباحثين عن البركة، أُعيد تجديد المسجد أكثر من مرة عبر العقود الماضية للحفاظ على رونقه وأصالته.
الطراز المعماري المميز لمسجد الفولي في المنيا
يمثل مسجد الفولي تحفة معمارية بكل المقاييس، حيث يتميز بمئذنته العالية التي تزين سماء المنيا، وقبته المزخرفة بنقوش إسلامية بديعة، أما جدرانه الداخلية، فهي مزدانة بالآيات القرآنية المكتوبة بالخط العربي الأصيل، في حين تبرز الأبواب والنوافذ الخشبية المزخرفة بأسلوب يعكس مهارة الحرفيين الذين عملوا على تشييده.
دوره الديني والاجتماعي في المنيا
لم يكن مسجد الفولي مجرد مكان للصلاة، بل شكل مركزًا مهمًا لنشر التعاليم الإسلامية، حيث تقام به حلقات تحفيظ القرآن الكريم ودروس الفقه، بالإضافة إلى الفعاليات الدينية في شهر رمضان والمناسبات الإسلامية المختلفة، كما يؤدي المسجد دورًا اجتماعيًا بارزًا من خلال تقديم المساعدات للفقراء وإقامة موائد الرحمن، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المنياوي.
مسجد الفولي مقصد للزائرين
نظرًا لقيمته الدينية والتاريخية، أصبح مسجد الفولي مقصدًا للسائحين والباحثين في التاريخ الإسلامي، حيث يتوافد عليه الزوار من داخل مصر وخارجها لاستكشاف جماله المعماري والاستمتاع بالأجواء الروحانية التي تميزه.
يبقى مسجد الفولي شاهدًا على عظمة العمارة الإسلامية وروحانية المكان، حيث يجمع بين الأصالة والحداثة في آنٍ واحد، ليظل واحدًا من أبرز معالم محافظة المنيا، وقبلة لكل من يبحث عن الصفاء والسكينة والروحنيات داخل هذا المسجد.