انتخابات 2025.. خريطة برلمانية جديدة تكسر احتكار الحزب الواحد وتعيد التوازن
المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2025 لم تكن مجرد استحقاق انتخابي عادي، بل كانت اختبارًا فعليًا لتغيّر المزاج السياسي في الشارع المصري، الأرقام والنتائج الأولية رسمت لوحة مختلفة، إذ لم يعد الحزب الواحد مسيطرًا كما في السابق، بل برزت توازنات جديدة وتحالفات غير تقليدية بين الأحزاب والمستقلين، تعكس إدراكًا متزايدًا لطبيعة المنافسة الحديثة.
توزيع لافت للقوة التصويتية
شهدت الانتخابات توزيعًا لافتًا للقوة التصويتية بين أحزاب مستقبل وطن وحماة الوطن والجبهة الوطنية، مع صعود واضح للمستقلين، خصوصًا في محافظات الصعيد والوجه البحري.
في الجيزة والفيوم وقنا، بدا واضحًا أن الولاءات التقليدية لم تعد تحسم السباق وحدها، إذ دخلت وجوه جديدة المنافسة بقوة، معتمدين على حضورهم الاجتماعي وثقة قواعدهم الشعبية.
أما في الإسكندرية، فاحتفظ مستقبل وطن بتفوقه النسبي، فيما عاد حزب النور إلى المشهد من بوابة دائرة الدخيلة، بينما شهدت المنتزه مواجهة نادرة بين مرشحين من حماة الوطن في جولة إعادة داخلية، في مؤشر على عمق الحضور الحزبي وتعدد مراكز النفوذ.
وفي بني سويف، حافظ مستقبل وطن على الصدارة، لكنه وجد نفسه أمام منافسة متقاربة من حماة الوطن، فيما شهدت الدوائر الأخرى توازناً جديدًا يعبّر عن تغير في موازين القوى التقليدية داخل البرلمان المقبل.
تحالفات ذكية وقراءة جديدة للمشهد:
الدكتور عبدالناصر قنديل، خبير النظم والتشريعات البرلمانية، يرى أن ما حدث في المرحلة الأولى يُعد «نقطة تحول في إدارة الأحزاب للعملية الانتخابية». فالكثير من الأحزاب فضلت توزيع الدوائر لتجنّب المواجهات المباشرة بين مرشحيها، وهو ما وصفه بـ«ذكاء سياسي» يسعى لتعظيم المكاسب وتقليل التشتت.
وأشار خبير النظم والتشريعات البرلمانية، في تصريحات له، أن التنسيق لم يقتصر على الأحزاب فقط، بل شمل المستقلين الذين بدأوا في بناء تحالفات محلية قائمة على المصالح المتبادلة، ما جعل بعض الدوائر تشهد تنافسًا بين كتل غير تقليدية تعكس فهمًا أعمق لقواعد اللعبة السياسية.
قنديل أكد أيضًا أن «السياسة لم تعد صراعًا صفريًا، بل أصبحت فن التفاهم والتفاوض»، معتبرًا أن التحركات الذكية والمدروسة هي التي تحسم الطريق إلى البرلمان.
