عاجل

"الروباسية".. حكاية أول ورشة لتعليم السيدات فن الحفر والطرق على النحاس بخان الخليلي في قنا (صور)

ورشة النحاس بقنا
ورشة النحاس بقنا

على مسافة بعيدة، تسمع أصوات الشواكيش.. تقترب من مصدر الصوت، فتجد نساء يجلسن أمام طاولات خشبية، وفي يد كل واحدة منهن قطعة من النحاس، وفي اليد الأخرى شاكوش. يحفرن بطريقة متناغمة بعضهن مع بعض، ولا ينظرن إلا لما بين أيديهن من قطع، وتحف فنية.

"نيوز رووم"، زار أول ورشة لتعليم السيدات مهارة الحفر والطرق على النحاس بمنطقة المعنا التابعة لمركز ومدينة قنا، هيا بنا نتعرف على قصتهن. 

ورشة خان الخليلي القناوي

تقول سماء صالح محمود، إحدى العاملات في الورشة، إنها انضمت إليها منذ أربعة أعوام تقريبا، وأنها تعلمت فنون طرق النحاس، والحفر عليه، على يد مدربين جاءا من القاهرة، وهما من أسطوات المهنة في خان الخليلي.

وأشارت إلى أن هذه الورشة كانت قبل ذلك مكانا مهجورا ضمن عنابر مزرعة للدواجن، والألبان، وتتبع لديوان عام المحافظة. وكان اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا الأسبق، قد أمر بحسن استغلال الموقع تنفيذا لفكرة عرضتها مؤسسة النداء في هذا الشأن. واقترحت المؤسسة آنذاك، تحويل هذا المكان المهجور إلى ورش لتعليم الفتيات عدة حرف، على أن يكون المكان مخصصا للتدريب والإنتاج فيما بعد. وخرجت الفكرة إلى النور بالفعل، وتخرج من هذه الورشة عدد كبير من الاسطوات في المهنة وذلك اعتبارا من عام 2018 وبدأت بــ50 سيدة وفتاة.

ونوهت سناء غريب، إحدى العاملات بالورشة، إلى أنها تضم حاليا عددا من المستفيدات، يتلقين التدريب على مهارات الحفر والروباسية، وهو الطرق على النحاس، وله أدوات خاصة به.

أهم الصعوبات أمام المتدربات 

وتقول هبة صابر، عاملة في الورشة، إن فكرة العمل في حد ذاتها كانت غير مقبولة بالنسبة للأهالي وتوضح: “ قالوا لي في البداية نحاس وورشة ايه مش عاوزين جرسة وفضايح بين الناس"، ولكن بعد ذلك، أصبح الأمر مرغوبا فيه، ولم يكن به أي مشكلة، خاصة أن الورشة للسيدات والفتيات فقط.

وأكدت "هبة" علي أنها تعلمت الحفر الإسلامي والعربي للتصميمات علي النحاس الأحمر، لافتة إلى أن التحف الفنية التي تخرج من تحت أيدي الفتيات أصبح لها سوق خاص بها من خلال المؤسسة، وأن الجميع يشيد بها وهذا دليل واضح علي أن المرأة الصعيدية قادرة علي العمل في أي مجال، وأي مكان، ولكن ينقصها الفرصة الجيدة للعمل والظهور بشكل جيد يحفظ كرامتها ولا يعرضها لشئ ينقص من قدرها.

 

 

 

تم نسخ الرابط