مليون ناخب أمام صناديق الاقتراع.. هل تنجح بغداد في اختبار الديمقراطية؟
تتجه أنظار العراقيين والعالم اليوم نحو العراق، حيث يصطف نحو مليون ناخب أمام صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس النواب الجديد، في انتخابات برلمانية تمثل اختبارًا حقيقيًا لنضوج الديمقراطية بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والصراعات الداخلية.
الانتخابات البرلمانية بالعراق
وتجرى الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة ومراقبة محلية ودولية، في وقت يترقب العراقيون النتائج التي قد تحدد مسار المرحلة المقبلة ومستقبل الحكومة القادمة، مع أمل في تعزيز الاستقرار السياسي وترسيخ أسس الحكم الرشيد.
وانطلقت المرحلة الأولى من الانتخابات الخاصة بالقوات الأمنية والنازحين يوم الأحد الماضي، قبل يومين (يوم الأحد) من التصويت العام المقرر اليوم الثلاثاء.

20 مليون ناخب يتوجهون إلى صناديق الاقتراع اليوم
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن أكثر من 20 مليون ناخب عراقي مؤهل سيشاركون في الاقتراع، موزعين على 8703 مراكز اقتراع و39 ألف و285 محطة اقتراع، على أن تغلق الأجهزة الانتخابية إلكترونيًا الساعة السادسة مساءً.
عدد المرشحين يصل إلى 7745 بينهم 75 مستقلاً
وأصدرت المفوضية إحصاءات جديدة للمرشحين، حيث يبلغ عددهم 7745، منهم 3225 مرشحًا للأحزاب، و4445 للتحالفات، و75 مرشحًا مستقلًا.
الرئيس العراقي يشدد على أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات
وشدد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، في كلمته بمناسبة الانتخابات التشريعية السادسة، على أهمية المشاركة الفعالة والواسعة، واصفًا إياها بأنها الطريق لتصحيح الأخطاء ومعالجة السلبيات وتطوير النظام السياسي ومنع التفرد بالسلطة.
وقال رشيد: "نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة مهمة نحو السلام والاستقرار والتنمية في بلادنا، عبر إجراء الانتخابات التشريعية للتأكيد على الالتزام بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة".
وأضاف: "لقد أثبت شعبنا أنه جدير بمواصلة إنجازاته الحضارية، مقدمًا نموذجًا ديمقراطيًا في التعايش بين مختلف مكوناته، مع الحفاظ على حق الاختلاف وحرية التعبير".

الانتخابات واجب وطني لضمان حماية حقوق المواطنين ومصالحهم
وأكد الرئيس أن الانتخابات حق وواجب وطني، داعيًا جميع الناخبين لاختيار المرشحين بعناية وصدق وأمانة، لضمان أن يكون مجلس النواب القادم العين الساهرة على حماية حقوق ومصالح المواطنين.
رئيس الوزراء العراقي يصطحب والدته أثناء توجهه للتصويت في الانتخابات
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اصطحب والدته التي تستخدم كرسيا متحركا، إلى مركز الاقتراع في بغداد، أثناء توجهه للغدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية.
رئيس الوزراء العراقي يصطحب والدته أثناء توجهه للتصويت في الانتخابات البرلمانية
شاركت شخصيات سياسية بارزة في الساعات الأولى من فتح مراكز الاقتراع، منهم رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، ونوري المالكي، والأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، حيث حاول محاولة لتأكيد حضوره ضمن العملية الانتخابية.

جسدت صورة عراقي ووالدته احترام كبار السن وقيمة المشاركة الأسرية.
بالتزامن مع انطلاق عملية التصويت.. وفاة المرشح للانتخابات العراقية عدي العجمان
وفي نفس السياق، توفي اليوم الثلاثاء، عدي العجمان، المرشح عن تجمع الفاو – زاخو في محافظة البصرة، تزامنًا مع انطلاق عملية التصويت العام للانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2025.
وفاة المرشح للانتخابات البرلمانية العراقية عدي العجمان في البصرة
وأفاد مصدر أمني بأن العجمان، الذي شغل في وقت سابق منصب مدير الوقف السني في الجنوب، توفي متأثرًا بمضاعفات مرض في الرأس، مؤكدًا أن وفاته لم تكن نتيجة حادث أمني.
ونعى تجمع – الفاو زاخو مرشحه الراحل في بيان رسمي، جاء فيه: “ببالغ الحزن والأسى ننعى فقيدنا عدي العجمان، الذي كان مثالاً في الخلق الرفيع والروح الوطنية الصادقة، نسأل الله له الرحمة والمغفرة، ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان".
حدادًا على رحيل عدي العجمان.. تأجيل احتفالات فوز الانتخابات البرلمانية العراقية
وأعلن التجمع تأجيل جميع احتفالات الفوز في عموم المحافظات حدادًا على رحيله، مؤكدًا أن الفقيد “ترك بصمة واضحة في العمل العام وخدمة المجتمع”.
عدي العجمان.. المرشح عن تجمع الفاو – زاخو
ويعد عدي العجمان ثالث مرشح يفارق الحياة خلال السباق الانتخابي الحالي، بعد وفاة ابتسام الشجيري، المرشحة عن تحالف تفوق في محافظة الأنبار، واغتيال المرشح صفاء المشهداني، عضو مجلس محافظة بغداد، الذي قتل على يد مجهولين في منطقة الطارمية شمالي العاصمة، في حادثة أثارت موجة غضب واسعة.

وكان العجمان، وهو سياسي ورجل أعمال من البصرة، من المرشحين البارزين ضمن تحالف البديل، وله نشاط واسع في مجالات الإدارة والتنمية البشرية والعمل الخيري، كما أنه شقيق النائب الراحل عبدالعظيم العجمان.
مدينة البصرة بالعراق
وتعد البصرة من أكثر المحافظات تأثيرًا في المشهد السياسي العراقي، لما تمثله من ثقل سكاني واقتصادي، إذ تعد مركز إنتاج وتصدير النفط عبر موانئها الجنوبية، وتشهد منافسة حادة بين القوى الشيعية والتحالفات المستقلة.
يأتي ذلك بينما توجه ملايين العراقيين إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس النواب الجديد، في انتخابات تجرى تحت إشراف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبمراقبة محلية ودولية، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار واسع للقوات في عموم المحافظات.
ومن المقرر أن تعلن المفوضية النتائج الأولية خلال 24 ساعة من إغلاق الصناديق، على أن تحسم الطعون والتدقيقات لاحقًا ضمن المدد الدستورية، في ظل ترقب سياسي واسع لمفاوضات تشكيل الكتلة الأكبر التي ستحدد هوية الحكومة المقبلة.



