عاجل

منصات الغضب.. كيف تحولت لحظات التتويج في الرياضة المصرية إلى مشاهد توتر وخلاف؟

أزمات منصات التتويج
أزمات منصات التتويج

كانت لحظات التتويج دومًا تُوصف بأنها اللحظة الأجمل في عمر البطولات، النقطة التي تذوب عندها الخلافات وتعلو فيها قيمة الرياضة قبل الألقاب، لكن في الرياضة المصرية، لم تعد المنصات دائمًا مسرحًا للفرحة فقط، بل تحولت في بعض المناسبات إلى مكان للأزمات والمواقف الغريبة التي سرعان ما تخطف الأضواء من الإنجاز نفسه. 

على مر السنوات، تكررت مشاهد التوتر بين اللاعبين والمسؤولين على منصات التتويج، حتى صارت ظاهرة مثيرة للجدل، تكشف ما وراء الكواليس من خلافات شخصية، وحساسيات مؤسسية، وتوترات متراكمة بين الأندية والاتحادات. 

من كرة القدم إلى الكرة الطائرة وحتى كرة اليد، شهدت المنصات المصرية لحظات استثنائية لم يكن فيها الكأس هو البطل، بل الموقف واللقطة والتصرف الذي تجاوز البروتوكول المعتاد. 

في الرصد التالي يستعرض موقع “نيوز رووم” أشهر تلك الأزمات التي تركت أثرًا عميقًا في ذاكرة الجماهير، وأعادت النقاش حول غياب روح الرياضة في لحظات يفترض أنها تتويج للعطاء والإنجاز.

أزمة زيزو.. التتويج الذي أشعل الجدل 

تصدر أحمد سيد زيزو، لاعب الأهلي مشهد السوبر المصري 2025 في الإمارات، بعدما تجاهل مصافحة هشام نصر، عضو مجلس إدارة الزمالك السابق، خلال مراسم التتويج.

المشهد الذي بدا بسيطًا تحول سريعًا إلى جدل واسع في الإعلام ومواقع التواصل، خاصة أن المباراة كانت الأولى لزيزو بقميص الأهلي ضد ناديه السابق، وسط هتافات معادية من جماهير الزمالك طوال اللقاء. 

وبالرغم أن منصة التتويج ذاتها للمباراة نفسها شهدت واقعة مشابهة للاعب الزمالك خوان ألفينا الذي تجاهل مصافحة بعض المسؤولين، إلا أن الأضواء تسلطت على زيزو وهشام نصر لوجود بناء درامي للأحداث.

ورد هشام نصر بتصريحات غاضبة وصف فيها تصرف زيزو بأنه "غير منضبط"، مطالبًا بعقوبة ضده، فيما رأى مسؤولو الأهلي أن اللاعب تعامل باحترافية، وأن الواقعة "شخصية لا تُعاقب".

مصادر داخل اتحاد الكرة أكدت بدورها أن الحادثة لا تستوجب عقوبة، كونها لا تتضمن أي سلوك عدواني، لكن خلف الكواليس، كانت الخلافات القديمة بين الطرفين على مفاوضات التجديد والرحيل إلى الأهلي السبب الحقيقي وراء التوتر الذي انفجر على منصة التتويج.

فضل وكهربا.. اشتباك على منصة البطل

في مشهد لا يُنسى من تتويج الأهلي بدرع الدوري، نشب اشتباك بين محمود كهربا وعضو اتحاد الكرة وقتها محمد فضل، حين حاول الأخير منع اللاعب من مرافقة زميله مؤمن زكريا أثناء تسلم الدرع. 

الموقف تطور سريعًا إلى مشادة بالأيدي أمام الكاميرات، وتحول الحفل إلى ساحة جدل، بين من رأى أن كهربا انفعل دون داعٍ، ومن اعتبر أن فضل تجاوز في التعامل مع لاعب يحتفل بفوز فريقه. 

أُحيلت الواقعة إلى لجنة الانضباط، وقدم الأهلي شكوى رسمية ضد فضل، لتصبح الواقعة مثالًا صارخًا على فقدان السيطرة والانفعال في لحظة يُفترض أن تكون عنوانًا للفرح.

علاء ميهوب ومرتضى منصور.. الميداليات على الأرض

في نهائي كأس مصر 2015، اشتعلت واحدة من أكثر أزمات التتويج شهرة، بعدما رفض علاء عبدالصادق، مدير الكرة في الأهلي آنذاك، مصافحة المستشار مرتضى منصور، رئيس الزمالك الأسبق. 

رد مرتضى كان صاخبًا كعادته، إذ ألقى الميداليات على الأرض في مشهد صادم تناقلته وسائل الإعلام على نطاق واسع، لتتحول منصة التتويج من رمز للإنجاز إلى مشهد فوضوي أثار استياء الجماهير. 

أزمة مريم مصطفى.. المصافحة التي لم تتم

 في لعبة الطائرة، لم تكن المنصات أكثر هدوءًا، حين تفجرت أزمة بين خالد مرتجي، أمين صندوق الأهلي، ولاعبة الزمالك مريم مصطفى، التي سبق أن رفعت قضية تزوير ضد الأهلي قبل انتقالها للفريق الأبيض. 

خلال مراسم تتويج كأس مصر 2024، مدّت اللاعبة يدها لمصافحته، لكنه رفض، لتتحول اللقطة إلى مادة نقاش وجدل في الشارع الرياض،. مرتجي برر تصرفه بأنه رد على موقف سابق من اللاعبة التي رفضت مصافحة الراحل العامري فاروق، نائب رئيس الأهلي، لتصبح الأزمة مثالًا على كيف يمكن للمشاعر الشخصية أن تتغلب على روح المنافسة. 

مرتضى منصور.. من رفع الكأس "الفالصو" إلى رفع الحذاء 

مرتضى منصور، رئيس الزمالك السابق، له تاريخ طويل مع أزمات المنصات، ففي نهائي كأس مصر لكرة اليد 2005، اقتحم الصالة رغم منعه، واحتفل بكأس وُصف بأنه "مزيف" بعد إعلان الأهلي بطلًا للمسابقة.

فظهر مشهد التتويج عبثي بوجود فريقين كل منهما يحتفل بكأس، الأول استلمه الأهلي على المنصة والأخر هبط به منصور من المقصورة الرئيسية.

 ولم تمر سوى سنوات حتى عاد المشهد في نهائي 2007 لكرة القدم، عندما اشتبك مع مسؤولي الأهلي ورفع حذاءه أمام الحضور في لقطة أصبحت عنوانًا للفوضى في الملاعب المصرية.

الخطيب وإنفانتينو.. العتاب الهادئ

 في نهائي دوري أبطال إفريقيا 2022، وبعد خسارة الأهلي أمام الوداد في المغرب، لم تكن منصة التتويج خالية من الدراما، وإن جاءت هذه المرة بلمسة دبلوماسية.

 رئيس الأهلي محمود الخطيب عاتب رئيس "فيفا" جياني إنفانتينو بكلمات هادئة: "It's not fair"، معبرًا عن استيائه من سوء التنظيم والظروف التي أحاطت بالنهائي بعد أن تقرر خوضه من مباراة واحدة على ملعب منافس الأهلي، لتكون تلك اللقطة تجسيدًا للغضب الراقي في زمن الفوضى. 

شيكابالا ومراسم الدوري.. جدل القائد والبروتوكول

 في تتويج الزمالك بلقب الدوري موسم 2020-2021، دخل قائد الفريق محمود عبد الرازق "شيكابالا" في مشادة مع أحمد مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة آنذاك، بسبب منع بعض الأفراد من دخول أرض الملعب. 

الواقعة التي تم توثيقها بالفيديو أثارت نقاشًا واسعًا حول التنظيم والاحترام المتبادل بين اللاعبين والمسؤولين، وأعادت إلى الأذهان كيف أصبحت لحظات التتويج في مصر مرآة للتوتر وليس للفرحة.

 تكرار أزمات المنصات في الرياضة المصرية ليس صدفة، بل انعكاس لخلل أعمق في ثقافة التنافس واحترام البروتوكول، فالمنصة التي يفترض أن توحد الجميع حول الإنجاز، صارت في كثير من الأحيان ساحة جديدة لصراع النفوذ والعواطف والذاكرة القديمة. 

تم نسخ الرابط