عاجل

هل يجوز صيام يوم الجمعة منفردًا؟ تعرف على حكم الفقهاء والفتاوى الشرعية

افراد يوم الجمعه
افراد يوم الجمعه بالصيام

يعتبر إفراد يوم الجمعة بالصيام من القضايا التي تناولها الفقهاء في مختلف المذاهب الإسلامية. وكان لديهم آراء متباينة بناء اعلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية.

القرآن الكريم

ومع أن القرآن الكريم قد بيّن أهمية يوم الجمعة باعتباره يومًا خاصًا للمسلمين، حيث قال الله تعالى في سورة الجمعة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِصَلاَةِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ" [الجمعة: 9]، إلا أنه لم يرد في القرآن الكريم نص صريح يتعلق بحكم إفراد يوم الجمعة بالصيام. 

الأدلة من السنة النبوية

وحذر النبي من إفراد يوم الجمعة بالصيام، حيث ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا قبله أو بعده" (رواه مسلم).
ويُفهم من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إفراد يوم الجمعة بالصيام، إلا إذا كان الصيام مرتبطًا بيوم قبله أو بعده. وهذا الحديث هو أحد الأدلة الرئيسية التي يستند إليها الفقهاء في تحريمه أو كراهته.
وقد فسَّر العلماء هذا النهي بأنه بسبب أن إفراد يوم الجمعة بالصيام قد يؤدي إلى اعتقاد أن لهذا اليوم ميزة خاصة في العبادة، ولذلك من الأفضل صيامه مع يوم آخر لتجنب التمييز.

الحديث الثاني: جواز الصيام إذا كان جزءًا من صيام متتابع

ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا" (رواه البخاري).
ففي هذا الحديث يشجع النبي صلى الله عليه وسلم على الصيام تطوعًا في أي وقت، دون تمييز لليوم الذي يتم فيه الصيام. وهذا يُمكن أن يُستدل به على جواز صيام يوم الجمعة إذا كان جزءًا من صيام تطوعي متتابع، مثل صيام يوم الخميس أو السبت مع الجمعة.

آراء الفقهاء 

الرأي الأول: التحريم أو الكراهة
وكما ذكرنا في البداية، يرى معظم الفقهاء في المذهب الشافعي وبعض علماء الحنفية والمالكية، أن إفراد يوم الجمعة بالصيام لا يجوز أو يُكره. وقد استندوا في ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم :"لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا قبله أو بعده".
• الرأي الثاني: الجواز
ومن جهة أخرى، هناك من العلماء من يرى جواز إفراد يوم الجمعة بالصيام، إذا لم يكن الهدف تمييزه عن باقي الأيام. حيث يمكن أن يُصام يوم الجمعة كجزء من صيام تطوعي، مثل صيام النفل. وهذا الرأي يُبنى على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُنهَ عن صيام يوم الجمعة بشكل عام، بل كان النهي فقط عن صيامه بشكل منفرد.

رأي دار الإفتاء

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، في عدة فتاوى لها، أن إفراد يوم الجمعة بالصيام لا يُستحب، ولكن ذلك لا يعني أنه محرم. فالدار تؤكد أن صيام يوم الجمعة لو تم إفراده بدون صيام يوم قبله أو بعده، فهو مكروه، بناءً على الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: “لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا قبله أو بعده” (رواه مسلم).

وبحسب الإفتاء، فإن النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصيام جاء لتحاشي أن يعتقد المسلمون أن يوم الجمعة له خصوصية في الصيام على خلاف الأيام الأخرى. ومع ذلك، إذا كان الشخص صائمًا بشكل تطوعي أو جزءًا من صيام مستمر، مثل صيام يوم الخميس مع الجمعة أو الجمعة مع السبت، فلا حرج في ذلك.

تم نسخ الرابط