أستاذ اقتصاد يحذر من حرب تجارية عالمية بسبب السياسات الجمركية الأمريكية الجديدة

حذر الدكتور جون دوف، أستاذ الاقتصاد، من العواقب السلبية التي قد تترتب على السياسات الجمركية الجديدة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية، إذ أن هذه السياسات قد تؤدي إلى توترات سياسية واقتصادية خطيرة مع الدول المتضررة، مشيرًا إلى أن التصعيد في التعريفات الجمركية قد يشعل فتيل صراع تجاري جديد، مع انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي.
وخلال مداخلته عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح الدكتور "دوف" أن فرض التعريفات الجمركية المرتفعة ليس بالأمر الجديد بالنسبة للولايات المتحدة، حيث سبق وأن تبنت مثل هذه السياسات في الماضي، إلا أن المخاطر الحالية أكبر من أي وقت مضى، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة.
التعريفات الجمركية
وقال "دوف" إن هذا التصعيد قد يتسبب في ردود فعل انتقامية من الدول المتضررة، مثل الصين والاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يفاقم التوترات بين هذه القوى الاقتصادية الكبرى.
وأشار إلى أنه لا يستبعد أن ترد الصين أو الاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات جمركية مضادة على المنتجات الأمريكية أو اتخاذ إجراءات اقتصادية أخرى تهدف إلى حماية مصالحهما، محذرًا من أن دولًا أخرى قد تحذو حذو هذه الدول، وتزيد من التعريفات الجمركية على المنتجات الأمريكية، إذ أن هذا التصعيد في السياسات التجارية قد يؤدي إلى تصاعد الحواجز التجارية العالمية بشكل كبير.
نشوب حرب تجارية
وأوضح أستاذ الاقتصاد أن السياسات الجمركية الأمريكية الجديدة قد تساهم في تصعيد حواجز التجارة العالمية، مما يفتح المجال لنشوب حرب تجارية شاملة، مبينًا أن مثل هذه الحروب التجارية لا يمكن أن تحقق أي فائز حقيقي، بل ستضر جميع الأطراف، مضيفًا أن المستهلكين ورجال الأعمال على مستوى العالم سيكونون المتضررين الرئيسيين، حيث سترتفع الأسعار وتنخفض حركة التجارة والاستثمارات، مما يضر بالاقتصادات العالمية بشكل عام.
وأكد أن تبني سياسات تجارية حمائية يمكن أن يؤدي إلى تداعيات اقتصادية كبيرة، حيث أن زيادة التعريفات الجمركية على السلع قد ترفع الأسعار بشكل ملحوظ، مما سيؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين، إذ أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تقليص حركة التجارة العالمية، ما ينعكس سلبًا على الشركات التي تعتمد على الأسواق الدولية، لافتًا إلى أن انخفاض حركة التجارة والاستثمارات قد يضعف النمو الاقتصادي في العديد من الدول.
آثار الحرب التجارية
ولفت إلى أن السياسات الجمركية الأمريكية قد تؤثر أيضًا على العلاقات الدولية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى، كما أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تقويض الثقة بين الدول، وتفاقم الصراعات الاقتصادية والسياسية، مما يضر بالتعاون الدولي في مجالات أخرى، مردفًا أن التصعيد التجاري بين القوى الكبرى قد يعطل اتفاقات التعاون التجاري الدولي، ويزيد من الانقسامات في النظام التجاري العالمي.

التوصيات والمستقبل الاقتصادي
ودعا الدكتور "دوف" إلى ضرورة تجنب التصعيد التجاري وتحقيق التوازن بين حماية المصالح الوطنية وتعزيز التعاون التجاري العالمي، إذ أن التوجه نحو سياسة تجارية منفتحة ومتوازنة هو الحل لتفادي حرب تجارية قد تؤدي إلى نتائج كارثية على الاقتصاد العالمي، مشددًا على أهمية الحوار والتفاوض بين الدول الكبرى للوصول إلى حلول تتجنب التصعيد وتحقق مصالح الجميع.
وتابع: «السياسات الجمركية الأمريكية الجديدة قد تضع الاقتصاد العالمي في موقف صعب، وأن الحرب التجارية لن تؤدي إلى أي فائز حقيقي. ورغم أن هذه السياسات قد تحمل بعض المكاسب على المدى القصير، إلا أن التداعيات طويلة المدى قد تضر بجميع الأطراف».