أكرم الألفي: المنيا تصعد للمقدمة وريف الجيزة يتحول لـ «معركة انتخابية صعبة»
كشف الكاتب الصحفي أكرم الألفي عن تحولات جوهرية في تركيبة الكتل التصويتية بمصر على مدار الأعوام الإحدى عشر الماضية، موضحا أن الساحة الانتخابية عام 2025 تختلف جذريا عن انتخابات 2014 من حيث طبيعة الناخبين ومستوى التعليم والتوزيع الجغرافي للقوة التصويتية.
ارتفاع غير مسبوق في نسبة المتعلمين داخل القاعدة الانتخابية
قال "الألفي" خلال لقائه ببرنامج "الصورة" مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة النهار، إن المشهد الانتخابي الحالي يشهد لأول مرة في التاريخ المصري ارتفاعًا قياسيًا في نسبة المتعلمين بين أصحاب حق التصويت، موضحًا أن "أغلب الناخبين اليوم من خريجي الجامعات أو الحاصلين على مؤهلات ثانوية على الأقل".
وأضاف أن هذا التحول يعكس تغيرا اجتماعيا وثقاقيا واسعا، نتيجة حرص الأسر المصرية على تعليم أبنائها خلال العقد الأخير، إلى جانب الجهود الحكومية التي وسّعت قاعدة التعليم الجامعي.
وأشار إلى أن الجامعات المصرية تضم حاليًا نحو 3.6 مليون طالب في مختلف المؤسسات الحكومية والأزهرية والخاصة، وهي النسبة الأعلى منذ عقود.
المنيا تقترب من دخول قائمة المحافظات الخمس الكبرى انتخابيًا
وأوضح الألفي أن محافظات الصعيد، وخاصة المنيا وسوهاج، تشهد نموا مطردا في أعداد الناخبين، مشيرا إلى أن المنيا وحدها زادت قاعدتها الانتخابية بمليون ناخب منذ عام 2014.
وتوقع أن تنضم المحافظة إلى قائمة الخمس الكبار في حجم الكتلة التصويتية خلال السنوات الخمس المقبلة، مفسرًا ذلك بـ"كبر مساحة الريف وتعقيد تركيبته الاجتماعية، حيث تبرز العصبيات والعائلات كعامل مؤثر في المنافسة الانتخابية".
"ريف الجيزة".. القوة الصاعدة التي تربك حسابات المرشحين
وعن محافظة الجيزة، أكد الألفي أن الزيادة السكانية في المناطق الريفية، خصوصا في القرى والحوامدية ومراكز الجنوب، أدت إلى تحوّل الريف الجيزي إلى واحدة من أكثر المناطق صعوبة أمام المرشحين.
وقال إن الريف في الجيزة أصبح كتلة انتخابية متنامية تحتاج إلى تكتيكات مختلفة عن تلك التي كانت سائدة في انتخابات 2014، مضيفًا: "المرشح الذي لا يفهم خريطة الريف لن يتمكن من حصد الأصوات بسهولة".
الإسكندرية والبحيرة.. ثبات في القوة وتغير في الأطراف
وفيما يتعلق بمحافظة الإسكندرية، أوضح الألفي أن القاعدة الانتخابية زادت بنحو مليون ناخب خلال 11 عاما، وهو رقم وصفه بـ"المنطقي"، نظرًا لأن المحافظة تضم نسبة عالية من الشباب وتحتفظ بقوتها في دوائر مثل محرم بك والمنشية، بينما شهدت مناطق العامرية أول وثان فقط تغيرا في النمط التصويتي.
أما محافظة البحيرة، فأشار إلى أنها تشهد تحولات واضحة في الريف الغربي، حيث ظهرت مجموعات جديدة من الناخبين في غرب البحيرة تمثل واحدة من أكبر الكتل الصاعدة في الانتخابات الحالية مقارنة بالدورات السابقة.
اختتم "الألفي" حديثه بالتأكيد على أن "الناخب المصري اليوم لم يعد كما كان قبل عقد من الزمان"، موضحا أن ارتفاع مستوى التعليم واتساع رقعة الريف المؤثر في التصويت يفرضان واقعيا انتخايا جديدا، يجعل من انتخابات 2025 الأكثر تعقيدا وتنوعا في المشهد السياسي المصري الحديث.

