ومن الحب ما قتل.. قصة زواج عزيز عثمان من ليلى فوزي ووفاته بسببها

عزيز عثمان، فنان اتسم بخفة الظل وروح الفكاهة. ترك بصمة لا تُنسى في عالم السينما والغناء ويعد دور "بلاليكا" في فيلم لعبة الست هو أشهر أعمال الراحل.
وُلد عزيز عثمان عام 1893 لعائلة فنية، فكان والده الملحن الكبير محمد عثمان، الذي وجهه في صغره لأداء التواشيح الدينية بدلًا منه بعد إصابته بمرض في الحنجرة، لكن حب عزيز للفكاهة والكوميديا دفعه للسير على طريق مختلف، فاتجه إلى تقديم المونولوجات الغنائية والمشاركة في المسرح، بداية مع فرقة علي الكسار.
من المسرح إلى الشاشة الكبيرة
بداياته الفنية الحقيقية انطلقت من صالة بديعة مصابني، حيث لمع بنجاحاته كمونولوجست ساخر. موهبته اللافتة دفعت المخرج نجيب الريحاني لاختياره للمشاركة في فيلم "لعبة الست" عام 1946، والذي أطلق شهرته في عالم السينما.
في هذا الفيلم، قدم عزيز عثمان أغاني خالدة منها "بطلوا ده واسمعونا" و"الغراب يا واقعة سودا"، لتحقق هذه الأغاني نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.
محطات سينمائية قصيرة ومؤثرة
رغم أن مسيرته السينمائية لم تمتد سوى لعقد من الزمن، إلا أنه شارك في العديد من الأفلام مثل "المنتصر"، "لسانك حصانك"، و"شباك حبيبي".
اشتهر عزيز عثمان بتقديم الشخصيات الكوميدية الخفيفة وأدوار السند الغنائي، لكنه أثبت مكانته كفنان موهوب استطاع ببساطته وتلقائيته أن يحصد محبة الجمهور.
في فيلم "الحبيب المجهول"، قدّم أوبريت "اللي يقدر على قلبي" مع ليلى مراد، وهو دويتو لا يزال حاضرًا في الذاكرة الفنية.
الزواج من ليلى فوزي.. علاقة انتهت بمأساة
كانت علاقة عزيز عثمان بليلى فوزي قد بدأت منذ طفولتها، إذ كان صديقًا مقربًا لوالدها ويتردد باستمرار على منزلهم. ومع مرور الوقت، نما داخله إعجاب بالصبية الجميلة التي اعتاد رؤيتها تكبر أمام عينيه، بينما كانت ليلى تعتبره مجرد "عمو عزيز".
قرر عزيز عثمان مصارحة والدها برغبته في الارتباط بها، ورغم فارق العمر الكبير بينهما، أصر على طلب يدها، وبعد محاولات عديدة، وافق والدها على الزواج. بالنسبة لليلى، جاء الأمر مفاجئًا، لكنها قبلت الزواج امتثالًا لرغبة أسرتها.

أحبها عزيز بجنون وقدم لها الهدايا الباهظة، بما في ذلك سيارة فاخرة وشركة إنتاج سينمائي باسمها "ليلى للإنتاج السينمائي". لكنه بحبه المفرط وغيرته الشديدة قيد حياتها، ما أدى إلى تدهور العلاقة بينهما.
ومع زيادة الخلافات، طلبت ليلى الطلاق، ورغم رفض عزيز ومحاولاته لإبقائها، أصرت على الانفصال. انتهى الزواج بعد عامين، وتركت التجربة أثرًا نفسيًا قاسيًا على عزيز.
بعد طلاقها، تزوجت ليلى من أنور وجدي فور انتهاء عدتها، ونُشرت صورهما في شهر العسل بباريس. كان وقع الخبر شديدًا على عزيز الذي أصيب باكتئاب حاد، وانتهت حياته بوفاة مفاجئة بأزمة قلبية في 9 يوليو 1954.