فى يوم اليتيم.. أستاذة علم اجتماع: رعاية الأيتام مسؤولية مجتمعية |فيديو

أكدت الدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع، أن المجتمعات الإنسانية تقوم على الأسر التي ترعى الأطفال في مراحلهم الأولى، ثم تشارك المدرسة في تربية الطفل في مراحل لاحقة، موضحة أن فقدان أحد الوالدين يُعدّ تجربة صعبة للطفل، حيث يفقد بذلك مصدر الحب والرعاية الأساسية، مما يستدعي تدخل المجتمع لتعويض هذا النقص ودعم الأطفال الذين فقدوا رب الأسرة.
أيتام رموزًا للمجتمع
وأشارت زكريا، خلال لقائها مع الإعلامي إيهاب حليم في برنامج "صدى صوت"، المذاع على قناة "الشمس"، إلى أن العديد من الشخصيات العظيمة نشأت في دور الأيتام، مثل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، وغيرهما ممن استطاعوا تجاوز تحديات اليُتم ليحققوا إنجازات بارزة.
وشددت على أهمية تغيير النظرة المجتمعية تجاه الأيتام، فبدلًا من اعتبار اليُتم حالة نقص أو ضعف، يجب النظر إليهم باعتبارهم كنوزًا تحتاج إلى رعاية واحتضان من قبل المجتمع.
الاحتفال بـ “يوم اليتيم”
وأوضحت زكريا أن الاحتفال بيوم اليتيم يحمل أهمية كبرى، إذ يربط الأطفال الأيتام بمجموعة من القيم الاجتماعية، ويساهم في تعزيز هويتهم الوطنية والاجتماعية.
ويوم اليتيم هو يوم وطني في مصر، يحتفل به في أول جمعة من إبريل منذ عام2004.
وأضافت أن هذا الاحتفال ليس مجرد فعالية رمزية، بل هو فرصة لخلق بيئة دافئة يشعر فيها الأطفال المحرومون من الأبوة بأنهم جزء أساسي من المجتمع، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويمنحهم إحساسًا بالأمان والانتماء.
وبدروها، حذرت من خطورة ترك الأيتام دون رعاية حقيقية، مشيرة إلى أن غياب الدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال قد يدفعهم إلى التشرد والانحراف، مما يشكل تهديدًا للسلم المجتمعي، مشيرة إلى أن الأطفال الذين لا يجدون من يحتويهم قد يتحولون إلى قنابل موقوتة نتيجة الحرمان العاطفي والاجتماعي، مما يزيد من احتمالات انخراطهم في سلوكيات سلبية تهدد استقرار المجتمع.

دعم الأيتام واحتضانهم
ونوهت إلى أن دور المجتمع لا يقتصر فقط على توفير المساعدات المادية، بل يجب أن يمتد إلى تقديم الدعم النفسي والعاطفي، من خلال برامج تأهيلية ومؤسسات اجتماعية تضمن لهؤلاء الأطفال بيئة آمنة ومستقرة، مشدده على أهمية تكاتف جميع مؤسسات المجتمع، بدءًا من الأسرة والمدرسة، وصولًا إلى المؤسسات الدينية والاجتماعية، لضمان تنشئة الأيتام في بيئة تتيح لهم تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
واختتمت زكريا حديثها بالتأكيد على ضرورة تبني رؤية مستدامة لرعاية الأيتام، لا تقتصر على يومٍ واحدٍ في العام، بل تمتد لتشمل خططًا طويلة الأمد تهدف إلى تمكين هؤلاء الأطفال وإدماجهم في المجتمع بشكل إيجابي.
وتابعت: «المجتمعات الناجحة هي تلك التي تحرص على دعم جميع أفرادها، وخاصة الفئات الأكثر احتياجًا، مؤكدة أن تقديم الحب والرعاية للأيتام ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو استثمار في مستقبل المجتمع بأسره».