عاجل

أزمة في أوروبا.. 250 شحنة غاز مطلوبة لتأمين مخزون الشتاء (فيديو)

أزمة الغاز في أوروبا
أزمة الغاز في أوروبا

تواجه أوروبا تحديًا كبيرًا في تأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي المسال، مع استمرار الاستهلاك المتزايد خلال الشتاء القارس، ما أدى إلى استنزاف المخزونات بوتيرة أسرع من المتوقع. 

وفي هذا الصدد، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في تقرير لها بأن القارة العجوز قد تحتاج إلى 250 شحنة إضافية من الغاز الطبيعي المسال هذا العام، بقيمة تصل إلى 11 مليار دولار، لضمان إعادة ملء المخزونات قبل موسم الشتاء المقبل.

ارتفاع الطلب بسبب الطقس 

ووفق التقرير، يشهد الطلب على الغاز خلال شتاء 2024-2025 زيادة ملحوظة مقارنة بالعام السابق، حيث لعبت عدة عوامل دورًا في هذه الزيادة، من بينها انخفاض درجات الحرارة وضعف توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، خاصة الرياح، مما أجبر دول الاتحاد الأوروبي على السحب المكثف من احتياطيات الغاز المخزنة.

وتابع: «المخزونات الحالية لا تتجاوز 34% من سعتها، وهو أدنى مستوى يتم تسجيله منذ عام 2022، عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية وتسببت في اضطرابات كبيرة في أسواق الطاقة الأوروبية».

مستويات التخزين وتحديات

بحسب التقرير، «منذ عام 2022، وضع الاتحاد الأوروبي قواعد صارمة تفرض على الدول الأعضاء تحقيق مستويات معينة من تخزين الغاز لضمان استقرار الإمدادات. وبموجب هذه القواعد، يتعين أن تصل المخزونات إلى 90% من سعتها بحلول الأول من نوفمبر المقبل.

وواصل: «إلا أن هذا الهدف أصبح أكثر صعوبة في ظل النقص الحاد في الغاز، خاصة مع تعطل المخازن الأوكرانية نتيجة الهجمات الروسية، ما أدى إلى تراجع إنتاج الغاز المحلي في أوكرانيا».

احتياجات ملء المخازن

وبحسب بيانات شركة التحليلات "كابلر"، فإن تحقيق مستوى تخزين يبلغ 90% يتطلب ضخ نحو 57.7 مليار متر مكعب من الغاز، أي ما يعادل 250 شحنة إضافية من الغاز الطبيعي المسال. 

ووفقًا للأسعار الحالية للغاز في أوروبا، والتي تبلغ حوالي 41 يورو لكل ميجاواط/ساعة، فإن تكلفة إعادة ملء المخازن ستصل إلى 10.3 مليار يورو، مما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على الدول الأوروبية.

منافسة وتوترات جيوسياسية

ومع تزايد الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال، تتفاقم المنافسة مع المشترين الآسيويين، الذين يسعون أيضًا للحصول على الشحنات المتاحة. ويزداد الوضع تعقيدًا مع انخفاض الإمدادات القادمة عبر خطوط الأنابيب بسبب التوترات الجيوسياسية، مما يضع أوروبا في موقف صعب ويجعلها أكثر عرضة لتقلبات الأسعار في السوق العالمية.

في ظل هذه الظروف، قد تواجه الدول الأوروبية موجة جديدة من ارتفاع أسعار الغاز، مما قد يؤثر سلبًا على تكلفة المعيشة، حيث ترتبط أسعار الغاز بتكاليف التدفئة والطاقة الكهربائية. 

كما أن الصناعات الثقيلة التي تعتمد بشكل أساسي على الغاز قد تجد نفسها في أزمة، خاصة إذا لم تتمكن الحكومات الأوروبية من تأمين المخزون المطلوب قبل حلول الشتاء.

الحلول لتجاوز الأزمة

ولتجنب تداعيات أزمة الطاقة المتوقعة، تحتاج الدول الأوروبية إلى تسريع جهودها لتأمين احتياجاتها من الغاز عبر تنويع مصادر التوريد وتعزيز الاستثمارات في تخزين الطاقة، ومن ثم تعزيز العلاقات مع الدول المصدرة للغاز، مثل قطر والولايات المتحدة، يمكن أن يساعد في تأمين إمدادات ثابتة خلال الأشهر المقبلة.

وفي ظل التحديات الراهنة، تبقى قدرة أوروبا على تحقيق الاستقرار في سوق الطاقة مرهونة بمدى نجاحها في تأمين إمدادات كافية من الغاز قبل موسم الشتاء المقبل، وإلا فقد تواجه أزمة طاقة غير مسبوقة، ستكون لها تداعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة.

تم نسخ الرابط