باحث سياسي: استهداف الأحياء الشرقية يزيد من معاناة الفلسطينيين (فيديو)

أكد الدكتور عاهد فروانة، الكاتب والباحث السياسي، أن التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة يهدف إلى فرض واقع جديد من خلال التدمير الممنهج وتهجير السكان الفلسطينيين من مناطقهم، موضحًا أن الاحتلال يركز بشكل خاص على الأحياء الشرقية للقطاع، مثل حي الشجاعية والزيتون، ما أجبر العديد من العائلات على النزوح إلى المناطق الغربية الأكثر ازدحامًا في غزة.
وفي مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار فروانة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قام بتوسيع المنطقة العازلة في قطاع غزة، والتي كان من المفترض أن تبقى بحدود 700 متر فقط، لتصل الآن إلى أكثر من 2 كيلومتر في المناطق الشرقية والشمالية.
توسيع المنطقة العازلة
من ناحية أخرى، أكد أن هذه التعديلات تعكس نية الاحتلال في فرض تغييرات جغرافية وديموغرافية دائمة، حيث يتم إجبار السكان الفلسطينيين على ترك أراضيهم لصالح مخططات إسرائيلية تهدف إلى تعزيز السيطرة الأمنية والعسكرية على القطاع.
وأضاف أن هذا النهج لا يقتصر على الهجمات العسكرية، بل يشمل أيضًا سياسات تضييق الخناق الاقتصادي واستهداف البنية التحتية، مما يجعل الحياة في غزة أكثر صعوبة، ويدفع الفلسطينيين إلى النزوح القسري نحو مناطق أخرى داخل القطاع أو حتى التفكير في الهجرة إلى الخارج.
الدعم الأمريكي وتأثيره
وشدد فروانة على أن هذا التصعيد يأتي في وقت تحظى فيه إسرائيل بدعم غير مسبوق من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قدمت غطاءً سياسيًا كاملاً لتوسيع العمليات العسكرية في غزة دون مواجهة أي ضغوط دولية حقيقية، مبينًا أن هذا الدعم سمح لإسرائيل بتنفيذ خططها العسكرية بشكل أكثر جرأة، في ظل تجاهل المجتمع الدولي للمطالبات الفلسطينية بوقف العدوان.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية لعبت دورًا في تعطيل العديد من المبادرات الدبلوماسية التي كان من الممكن أن تساهم في التوصل إلى تهدئة، مما أدى إلى استمرار الاحتلال في سياساته القمعية دون رادع.
نتنياهو واستغلال الحرب
وفي سياق أخر، تناول فروانة محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال العدوان على غزة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، منوهًا إلى أن نتنياهو يستخدم التصعيد العسكري كأداة لتشتيت الانتباه عن أزماته الداخلية، خصوصًا قضايا الفساد التي يواجهها والضغوط السياسية الناجمة عن فشله في إدارة تداعيات حرب 7 أكتوبر.
وتابع: «رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى من خلال هذه الحرب إلى تعزيز مكانته بين التيارات اليمينية المتطرفة في إسرائيل، التي تدعم نهجًا أكثر تشددًا تجاه الفلسطينيين»، لافتًا إلى العلاقات القوية بين إسرائيل وبعض الدول الأوروبية، مثل المجرالتي قدمت دعمًا دبلوماسيًا قويًا لتل أبيب في المحافل الدولية، ما يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى وقف التصعيد.

غياب الضغوط الدولية
وواصل: «مع غياب أي تدخل دولي حاسم، يبقى الوضع في غزة مرشحًا لمزيد من التصعيد، مما يزيد من معاناة السكان ويفرض تحديات جديدة على الجهود الرامية لتحقيق السلام في المنطقة».
وأختتم، بالتأكيد على أنه في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وتوسيع المنطقة العازلة، والدعم السياسي الأمريكي والإقليمي، يبدو أن الاحتلال يسعى إلى فرض واقع جديد على الأرض، يُجبر الفلسطينيين على التكيف معه.