دار الإفتاء توضح "هل يجوز سفر المرأة بدون محرم "؟

سفر المرأة بدون محرم يعد من القضايا التي تثير الكثير من النقاش بين العلماء في مختلف العصور. وبينما يتبنى البعض رأيا متشددا في ضرورة وجود المحرم، يرى آخرون أن الظروف المعاصرة قد تتيح بعض الاستثناءات.
آراء الفقهاء:
1. المذهب الحنفي
القول: في المذهب الحنفي، يُعتبر سفر المرأة بدون محرم محرمًا، إلا إذا كانت المرأة قادرة على تأمين نفسها ولا يترتب على سفرها أي خطر. ومع ذلك، فإن الأصل في المذهب الحنفي هو أنه يجب أن يكون مع المرأة محرم في السفر، سواء كانت الرحلة طويلة أو قصيرة.
الدليل: يعتمد الحنفية على الأحاديث النبوية التي تحظر سفر المرأة بدون محرم، مثل الحديث الصحيح الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا تسافر المرأة إلا مع محرم” (رواه البخاري ومسلم). كما أن الحنفية يعتبرون أن توفير الأمان الشخصي للمرأة يجب أن يكون جزءًا من الاعتبارات الشرعية في السفر.
2. المذهب المالكي
القول: المالكية يرون أيضًا أنه لا يجوز للمرأة السفر بدون محرم، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف “لا تسافر المرأة إلا مع محرم”. هذا يشمل السفر الطويل والقصير على حد سواء. لكن في بعض الحالات التي تكون فيها المرأة في حاجة ماسة للسفر مثل العمل أو الدراسة، فإن المالكية قد يسمحون ببعض المرونة إذا كانت الظروف تضمن سلامتها.
الدليل:
• الحديث النبوي: “لا تسافر المرأة إلا مع محرم” (رواه مسلم).
هذا الحديث يعد من الأدلة التي يستند إليها المالكية في تحريمه سفر المرأة بدون محرم.
• الآية الكريمة:
“وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ” (الأحزاب: 33).
هذه الآية تبرز أهمية حماية النساء وحفظ كرامتهن في إطار الأمان والستر.
3. المذهب الشافعي
القول: المذهب الشافعي يتفق مع باقي المذاهب على أن سفر المرأة بدون محرم لا يجوز. ويرون أن المرأة يجب أن تكون في صحبة محرم يحميها طوال رحلتها، خاصة إذا كان السفر بعيدًا عن مكان إقامتها.
الدليل:
• الحديث النبوي:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم إلا ومعها محرم” (رواه مسلم).
يعتمد الشافعية على هذا الحديث في تحريم سفر المرأة بدون محرم.
• الآية الكريمة:
“وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ” (الأحزاب: 33).
تبرز هذه الآية أهمية بقاء المرأة في إطار الأمان والستر.
4. المذهب الحنبلي
القول: المذهب الحنبلي، كما المذاهب الأخرى، يرى أن سفر المرأة بدون محرم محرم بشكل عام استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف. الحنابلة يشددون على ضرورة وجود المحرم لضمان أمن وحماية المرأة من المخاطر التي قد تتعرض لها.
الدليل:
• الحديث النبوي:
“لا تسافر المرأة إلا مع محرم” (رواه البخاري ومسلم).
يستند الحنابلة إلى هذا الحديث في تحريم سفر المرأة دون محرم.
5. آراء بعض الفقهاء المعاصرين
القول: مع تطور وسائل النقل الحديثة وزيادة الأمان، ظهرت بعض الآراء الفقهية المعاصرة التي تتيح للمرأة السفر بدون محرم في حالات معينة، خاصة إذا كانت الرحلة ضرورية مثل التعليم أو العمل. يرى بعض العلماء أن سفر المرأة في ظل الأمان الكامل قد يكون جائزًا إذا كانت الرحلة آمنة وتتم في ظروف تحفظ حقوق المرأة.
الدليل:
• الحديث النبوي:
“لا تسافر المرأة إلا مع محرم” (رواه البخاري ومسلم).
بعض الفقهاء المعاصرين قد يفسرون هذا الحديث في سياق زماننا بالنظر إلى مستوى الأمان المتوفر في وسائل السفر الحديثة.
• الآية الكريمة:
“يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا” (النساء: 28).
هذه الآية تشير إلى أن الشريعة جاءت لتخفيف عن الناس، وتراعي ظروفهم، مما يمكن أن يكون مدخلًا لتطوير الفتاوى بما يتناسب مع العصر الحديث
رأي دار الإفتاء:
وفقًا لدار الإفتاء المصرية، فإن الحكم الشرعي العام في مسألة سفر المرأة بدون محرم هو أن المرأة لا يجوز لها السفر إلا إذا كان معها محرم شرعي، استنادًا إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن أبرز هذه الأحاديث:
• “لا تسافر المرأة إلا مع محرم” (رواه البخاري ومسلم).
• “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم إلا ومعها محرم” (رواه مسلم).
ويستند هذا الحكم إلى الحديث النبوي الذي يحظر سفر المرأة بدون محرم لحمايتها من المخاطر وحفاظًا على أمنها وسلامتها.
-الظروف المعاصرة:
مع تطور وسائل النقل الحديثة وتوفر الأمان الكامل في السفر، أكدت دار الإفتاء المصرية أن حكم سفر المرأة بدون محرم قد يختلف في ظل وجود الأمان الكامل. حيث أوضحت في عدة فتاوى أنه إذا كان السفر آمنًا للغاية ولا يوجد ما يعرض المرأة للخطر، مثل السفر بالطائرة أو في وسائل نقل حديثة مع ضمان الأمن، فيمكن النظر في بعض الحالات الاستثنائية التي تتطلب السفر لأغراض ضرورية، مثل التعليم أو العمل.
-حالات استثنائية:
دار الإفتاء المصرية أشارت إلى أنه في بعض الحالات الاستثنائية، مثل السفر الضروري للمرأة من أجل التعليم أو العمل، إذا كان لا يمكن تأجيله وكان السفر آمنًا تمامًا، فيمكن أن تُسَمح المرأة بالسفر بدون محرم بشرط أن يتوفر لها الأمان الكامل. ومع ذلك، لا بد من أن يكون هذا السفر في إطار الشرع ولا يتعارض مع الضوابط الأخلاقية والدينية.
دور المحرم في حماية المرأة:
أوضحت دار الإفتاء أن وجود المحرم مع المرأة في السفر ليس فقط للقيام على رعايتها، بل أيضًا لضمان حفظ حقوقها وكرامتها في الأماكن غير المألوفة. حيث ترى دار الإفتاء أن المحرم يكون مسؤولًا عن حماية المرأة وضمان عدم تعرضها لأي نوع من أنواع المخاطر الاجتماعية أو الأمنية أثناء سفرها