عاجل

لا يوجد شعب فى العالم لا يفتخر بزيه الوطنى فالكل يسارع فى اظهار حبه لزي بنى جلدته وابناء وطنه ، ملك بريطانيا الحالى ظهر بالزى الوطنى الذى يراه البعض غريب ويتشبه بما ترتديه الفتيات . ونحن كمصريين معروفين بالجلابية البلدى التى لها طقوس ومعايير تختلف من محافظة لاخرى ومن طبقة لغيرها ؛ فالجلابية الصعيدى تختلف كلية فى تفصيلها وخامتها عن نظيرتها البحراوية وكلاهما لايمت بصلة الى الاسكندرانية فهى تقترب من الحداثة والتغيير فى قماشها وتفصيلها . الحديث عن الجلابية المصرية والتى تصدرت وسائل التواصل الاجتماعى عقب ظهور مصرى جميل الملامح هو وزوجته الاصيلة فى المتحف الكبير وهما يحرصان على الزيارة  لانهما ببساطة من ابناء البلد ومن أولى الناس بالفرح والمشاركة بهذا الافتتاح العظيم والمكان الاعظم ؛ الزوجان بكل علامات السعادة جاء الرد عليهما من كل ربوع الدولة الأم ومن العالم أجمع بل ان صورتهما وصفت بأنها الاجمل والاقوى تأثيرا فى مواقع التواصل الاجتماعي ، الكل كان سعيدا بهما وهما  ايضا كذلك الى أن ظهرت علينا واحدة من المتنمرات وسخرت من مظهرهما وممن يرتديه الرجل وأوضحت بسخريتها مايقترب من القول  ان ظهور الجلابية فى مكان كهذا يشبه الرقعة فى فستان زفاف جميل ..  وفور صدور  هذه الكلمات من المتنمرة التى نأسف لكونها مصرية جاءت ردود الافعال ساحقة لها فالكل تحدث عن الجلابية وبانها اضافت للمكان التاريخى اصالة ومكانة ، والبعض اكد انه يفتخر بهذا الرجل وزوجته الذى حرص على ان يرتدى زى بلدته ولم يغير جلده لارضاء القائمين ومواؤمة الظروف والمواقف ، اخرون اكدوا ان ثمن هذا الجلباب لاتستطيع المتنمرة تحمله ولا شراء كم من أكمام الجلباب حتى . والاهم من كل ذلك ان فاضت وسائل التواصل الاجتماعي بالمزيد من الرجال والشخصيات المرموقة مصطفة الى جانب البسطاء وهم يرتدون الجلاليب ليؤكدوا دعمهم ورفضهم فى نفس الوقت لانتقادات واقوال المتنمرة . ماتعج به الساحة اعادتى الى يوم ان كنت ادرس فى الجامعة الامريكية كورس مدفوع ومرشحة من ماسبيرو للدراسة لتعلم قواعد اللغة الانجليزية او مايعرف باسم grammar  وهناك ومع ارتقائى لعدة مستويات حتى النهائى منه والحصول على الدبلومة كان هناك معلما امريكيا او انجليزيا لست اذكر دعانا يوما لمناسبة اجتماعية وبالطبع الكل جاء بالزى الرسمى الا هو فقد ارتدى ملابس كاجوال كما يسمونها واستغرب من الحضور وقال هذا يوم مرح بحاجه الى ملابس بسيطة عادية وليس الا تقييد وحبس الروح فى جسد محبوس بنمط من الملابس يعوق انطلاقه واقتناصه لحظة السعادة . بين رؤية الغرب للحياة بصفة عامة ورؤيتنا نحن تظل هذه المتنمرة ويسير وراءها كل من يحكمون على البشر بمايرتدون وليس بمن هم وبما تحمل قلوبهم من حب عفوي وبساطة فى السلوك والملبس !!!

تم نسخ الرابط