مها الشيخ: العالم يشهد في الوقت الراهن حربًا تجارية عالمية (فيديو)

علقت الدكتورة مها الشيخ، أستاذ سلاسل التوريد والدعم اللوجيستي، على هذه الظاهرة الاقتصادية التي تعكس تصاعد الحروب التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى، متطرقه إلى التأثيرات العميقة لهذه الرسوم على الاقتصاد العالمي بشكل عام، مستعرضةً الدوافع وراء هذه السياسات والنتائج المحتملة لها على المستويين الإقليمي والدولي.
في البداية، أكدت الدكتورة مها أن العالم يشهد في الوقت الراهن حربًا تجارية عالمية، حيث تستخدم الولايات المتحدة الرسوم الجمركية كأداة أساسية لتنظيم التجارة الدولية، فضًلا عن أن هذه الحرب جزءًا من صراع اقتصادي طويل الأمد بين القوى الكبرى، وتحاول الولايات المتحدة من خلالها فرض سياسات تجارية تهدف إلى تحقيق توازن في العلاقات التجارية مع دول أخرى، خاصة الصين.
قانون التوسع التجاري
وأضافت "الشيخ"، خلال مداخله هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الرسوم الجمركية هي وسيلة ضغط على الدول الأخرى لضمان تحقيق مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية، حيث تشكّل الرسوم في هذه السياقات أداة اقتصادية متعددة الأبعاد.
وأوضحت أن فرض الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة يأتي في إطار قانون التوسع التجاري لعام 1962، الذي يمنح الولايات المتحدة حق فرض قيود على الواردات التي قد تشكل تهديدًا لأمنها الإقليمي والقومي، هذا القانون يسمح للحكومة الأمريكية باتخاذ إجراءات لحماية اقتصادها الوطني والصناعات المحلية، وهو ما يفسر فرض الرسوم على المنتجات القادمة من دول مثل الصين وأوروبا.
الرسوم الجمركية والأمن القومي
وذكرت أنه من خلال هذا القانون، تمكّنت الولايات المتحدة من بناء سياسة اقتصادية تعتمد على استراتيجيات تُحسّن من الوضع الاقتصادي الداخلي، وتخفّض من حدة المنافسة الخارجية على صناعاتها.
وتطرقت إلى أن السياسة الأمريكية الحالية، من خلال فرض الرسوم الجمركية، تهدف إلى تعزيز الأمن القومي وحماية الصناعات المحلية في الولايات المتحدة، فعلى الرغم من أن هذه الإجراءات تؤدي إلى زيادة الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين، إلا أن الهدف الرئيسي يكمن في تعزيز قدرة الشركات المحلية على المنافسة، وتقليل الاعتماد على السلع المستوردة.

سلاسل التوريد العالمية
واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على أن فرض الرسوم الجمركية يتسبب في تغيير أنماط التجارة بين الدول، مما يؤدي إلى اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية. وهذه التغيرات تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الاجتماعي في العديد من الدول، حيث تؤدي إلى تضخم الأسعار وتأثيرها على تكلفة المعيشة.
وتابعت: «هذه القرارات تخلق هذه السياسات توترات في العلاقات الدولية، حيث تضر بالتحالفات الاقتصادية والتجارية القائمة، ومن خلال هذه التغييرات في أنماط التجارة، تتأثر دول أخرى غير الولايات المتحدة، حيث تصبح أكثر عرضة لأزمات اقتصادية نتيجة لارتفاع الرسوم الجمركية أو فقدان الأسواق».