عاجل

هل يجوز خطبة المرأة أثناء فترة العدة من غير زوجها؟ الإفتاء توضح

هل يجوز خطبة المرأة
هل يجوز خطبة المرأة أثناء فترة العدة من غير زوجها؟

تعد فترة العدة مرحلة مهمة في الشريعة الإسلامية، تتطلب من المرأة بعد الطلاق أو وفاة الزوج الالتزام بعدد من الأحكام الشرعية التي تهدف إلى حماية حقوقها وضمان نزاهة العلاقات الاجتماعية. ومن المسائل التي تثير التساؤلات في هذا السياق مسألة “هل يجوز خطبة المرأة أثناء فترة العدة من غير زوجها؟”. وللإجابة على هذا السؤال، يجب فهم الفرق بين أنواع الطلاق وحكم الخطبة في كل حالة،

العدة في حالة الطلاق الرجعي:

 

في حالة الطلاق الرجعي، لا يُنهي الطلاق العلاقة بين الزوجين بشكل نهائي، بل يُعتبر مجرد توقف مؤقت لعلاقتهما الزوجية، ويظل للزوج الحق في الرجوع إلى زوجته خلال فترة العدة دون الحاجة إلى عقد زواج جديد. وبالتالي، يُمكن للزوجين التفاهم وإعادة النظر في قرار الطلاق.

حكم الخطبة في الطلاق الرجعي:


في حالة الطلاق الرجعي، يجوز للمرأة أن تُخطب من غير زوجها أثناء فترة العدة. لأن الزوج لا يزال يملك الحق في العودة إلى زوجته إذا أراد، وبالتالي تبقى العلاقة الزوجية قائمة حتى نهاية العدة. ومع ذلك، يعتبر بعض الفقهاء أنه يُفضل الامتناع عن خطبتها في هذه الفترة لأن ذلك قد يؤثر على العلاقة بين الزوجين أو على احتمال العودة بينهما.

العدة في حالة الطلاق البائن:

 

1. الطلاق البائن بينونة صغرى:
الطلاق البائن بينونة صغرى هو الطلاق الذي يمكن للزوج العودة فيه إلى زوجته بعد انتهاء فترة العدة، مثل الطلاق الذي يحدث بعد الطلقة الأولى أو الثانية. ورغم أن الطلاق هنا لا ينهي العلاقة الزوجية بشكل نهائي، إلا أن المرأة لا تعود إلى زوجها إلا بعد انقضاء العدة، وعليها أن تنتهي من العدة أولًا إذا كان يريد الزوج العودة.

حكم الخطبة في الطلاق البائن بينونة صغرى:
في هذه الحالة، يجوز للمرأة أن تُخطب من غير زوجها أثناء فترة العدة، لأن الطلاق البائن بينونة صغرى لا ينهي العلاقة بشكل نهائي، وتظل المرأة غير مرتبطة بزوجها، مما يسمح لها بالقبول بعرض الزواج من شخص آخر بعد انتهاء العدة.

2. الطلاق البائن بينونة كبرى:
الطلاق البائن بينونة كبرى يعني أن العلاقة الزوجية قد انتهت بشكل نهائي، ولا يمكن للزوج العودة إلى زوجته إلا بعقد زواج جديد.

حكم الخطبة في الطلاق البائن بينونة كبرى:
في هذه الحالة، يُحظر على المرأة أن تُخطب من شخص آخر أثناء فترة العدة، لأن العدة هي فترة لفصل العلاقة نهائيًا بين الزوجين، ويجب أن تظل المرأة في فترة العدة بمفردها حتى تنتهي من هذه المرحلة القانونية والاجتماعية.

الدليل الشرعي:

 

قال الله تعالى في سورة الطلاق:
“وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَحْبِسُوهُنَّ لِتَضُرُّوهُنَّ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ” (الطلاق: 6).
هذه الآية تشير إلى أنه يجب على الرجل أن لا يُضر بالمرأة بعد الطلاق وأن يتم التعامل معها بما يتفق مع العدل، ولا يجوز له الإضرار بها في فترة العدة. في حالات الطلاق البائن، يكون فصل العلاقة النهائية، مما يعني أنه لا يجوز خطبتها أثناء العدة إلا بعد أن تنتهي منها.

رأي دار الإفتاء:

 

في فتاوى سابقة، أكدت دار الإفتاء المصرية أنه في حالة الطلاق الرجعي، يجوز للمرأة أن تُخطب من غير زوجها أثناء فترة العدة، وذلك لأن العلاقة الزوجية ما زالت قائمة بين الزوجين. أما في حالة الطلاق البائن، فلا يجوز خطبة المرأة أثناء العدة حتى تنتهي منها.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن حكمة الشريعة تكمن في أن الطلاق البائن يعبر عن نهاية العلاقة الزوجية بشكل نهائي، ولذا يجب على المرأة أن تنتهي من فترة العدة قبل أن تبدأ في التفكير في الزواج من شخص آخر. في المقابل، لا يُعتبر الطلاق الرجعي نهاية نهائية، وبالتالي يمكن للزوج أن يعود لزوجته إذا رغب في ذلك، وبالتالي يمكن قبول الخطبة من غيره

 

تم نسخ الرابط