عمرها يزيد عن 100 عام..قصة الفيلات الفرنسية على أرض الإسماعيلية

العمارة الفرنسية تجسد صور الجمال في شوارع الإسماعيلية، حيث أن مدينة الإسماعيلية مدينة فريدة من نوعها فى مصر، أسسها الخديوى اسماعيل وقام بالبناء الفرنسى، فرديناند ديليسبس، والمهندسين الفرنسيين القادمين من باريس.
برغم مرور160 عاما على إنشائها، فإن مدينة الإسماعيلية المطلة على ضفاف قناة السويس، لا تزال مدينة حديثة العهد بمقاييس التاريخ، ولا تزال تحمل روح والي مصر الخديوي إسماعيل، الذي خطط لإنشائها لتكون مركزا عمرانيا تدار منه دفة الممر الملاحي العالمي، الذي غير وجهة طرق التجارة العالمية.
كان انبهار الخديوي إسماعيل بالمجتمعات الأوروبية خاصة الفرنسية له أكبر الأثر في تخطيطه وتوجيهاته لجعل المدينة قطعة من مدينة النور العاصمة الفرنسية «باريس»، حتى بنيت الإسماعيلية على شاكلة باريس.
ووجد الخديوي إسماعيل الذي طالما كان يردد «هوايتي الطوب والمونة» الفرصة أمامه سانحة لإقامة مجتمع عمراني يتسم بطراز فريد، حتى أن اسم المدينة اشتق مباشرة من اسمه.
وانشئات خصيصا لكل من حفر قناة السويس من مصريين واجانب وحينما يراها الزائر لاول مرة يعتقد انها مدينة غير مصرية، لروعة الفيلات التى بنيت على الطراز الفرنسى وشوارعها الخلابة ..
واصطحب الخديوي إسماعيل عند عودته من فرنسا المهندس الفرنسي هوسمان كبداية لتحقيق حلمه في إنشاء مدينة حديثة تصاحب افتتاح قناة السويس في 1869 واستعان ببعض المعماريين الفرنسيين الذي شيدوا قلب عاصمة النور لتخطيط مدينة الإسماعيلية.
بدأ التخطيط لإنشاء «باريس الصغرى»، في مايو 1863 قبل افتتاح قناة السويس في مايو 1869، سبقتها خمسة أعوام من التصميم والإعداد استغرقها فريق عمل من المهندسين والخبراء والمعماريين الفرنسيين لإقامة المدينة الجديدة وتصميم التخطيط الكامل لإقامة شبكة من المياه والصرف الصحي والإنارة بالغاز ورصف الشوارع بالبلاط المنجنيز والأرصفة وأفاريز للمشاة. وتم تخطيط الحدائق التي جلبت أشجارها من الهند والسودان والصين وأميركا، لتكون متنفسا ورئة طبيعية للمدينة التي باتت قطعة من باريس.
إن أول المباني التي أقيمت بمدينة الإسماعيلية كان قصر الخديوي إسماعيل المواجه لأعمال الحفر حيث تم تشييده على مساحة تجاوزت 3000 متر مربع، تم البناء على 25 في المائة من مساحة الأرض وزينت باقي المساحة بالحدائق والأشجار التي تشبه في تصميمها قصر المنتزه بالإسكندرية.
ثم كان ثاني الأبنية التي شهدتها المدينة مبنى استراحة المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس التي شيدت على طراز فيلات الريف الفرنسي.
توالى بعد ذلك إنشاء المباني منها مبنى إدارة قناة السويس ومدرسة القديس فان سان دي بول تلك المدرسة التي أسسها الفرنسيون ليقتصر التدريس فيها على أبناء الجاليات الأجنبية فقط، وهي مدرسة يصل عمرها لنحو 160عاما.
عمرها قرن من الزمان
بدأت شركة القناة في بناء المساكن في الحي الإفرنجي للموظفين الأجانب عام 1912 واستمر البناء لتستكمل حي النخيل لمدة عشرة سنوات.
كانت كل بناية مقامة على هيئة فيلا فاخرة تتكون من دورين على طراز مساكن الريف الفرنسي، وكانت تكلفة إنشاء الفيلا حوالي 3500 جنيه إسترليني، وهو مبلغ كبير بأسعار هذا الوقت، وكان يتم تقسيط سعر المسكن على العمال الأجانب بواقع 8 في المائة سنويا من التكلفة الإجمالية.
حتى تمت أعمال التأميم وكانت تكاليف المباني قد تم تسديد 80 في المائة من تكلفتها الكلية التي لم تذكر كتب التاريخ قيمتها الإجمالية تحديدا.
صممت لتطل مباشرة على مجرى القناة. وكانت فكرة المعماريين في ذلك الوقت أن المنظر الطبيعي الذي سيشاهده المريض ومرور السفن داخل هذا المجرى الضيق سيبعث فيه الأمل ويعينه في التغلب على آلامه.
ولم يختلف شكل مباني المستشفى الخارجية عن شكل باقي المباني بالمدينة، فكان كل مبنى من دورين وتحيطه البلكونات الخشبية من جميع الأنحاء المبنى، في مزيج معماري يطل منه الأرابيسك بعبقه الإسلامي الفريد، والقرميد الفرنسي بحمرته الجذابة.