لماذا فشلت مفاوضات السلام بين افغانستان وباكستان| التفاصيل الكاملة
تعثرت آمال السلام بين أفغانستان وباكستان مجددًا، وذلك بعدما فشلت جولات المفاوضات الأخيرة في تحقيق أي اختراق حقيقي، لتعود التوترات بين الجارتين إلى الواجهة، وسط تبادل الاتهامات وغياب الثقة المتبادلة التي طالما عرقلت الطريق نحو استقرار دائم في المنطقة.
طالبان تعلن فشل محادثات السلام مع باكستان وتتهمها بعدم التعاون
وأعلنت حكومة طالبان في أفغانستان، اليوم السبت، فشل آخر جولة من محادثات السلام مع باكستان التي استضافتها تركيا، محملة إسلام آباد مسؤولية الإخفاق بسبب ما وصفته بالنهج غير المسؤول وغير المتعاون الذي اتبعته خلال المفاوضات.

طالبان تحمل باكستان مسؤولية فشل المفاوضات وتصدر تحذيرات شديدة
وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، في بيان عبر منصة “إكس”، إن الجانب الباكستاني حاول تحميل الحكومة الأفغانية كامل مسؤولية الأوضاع الأمنية داخل باكستان، دون أن يبدي أي التزام مماثل تجاه أمن أفغانستان أو التعاون لتحقيق الاستقرار المتبادل، مؤكدًا أن الموقف المتعنت لوفد إسلام آباد حال دون تحقيق أي تقدم رغم النوايا الصادقة وجهود الوسطاء.
من جانبها، لم تصدر الحكومة الباكستانية تعليقًا فوريًا، لكن وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله ترار، كان قد لمح في وقت سابق إلى فشل المحادثات، مشيرًا إلى أن كابول لم تفي بتعهداتها في مكافحة الإرهاب، وهو ما دفع باكستان وفقًا لقوله إلى مواصلة جميع الخيارات الممكنة لحماية أمنها وسيادتها.
عقد مفاوضات السلام بتركيا بين باكستان وأفغانستان
وكان البلدان قد عقدا جولة جديدة من المفاوضات في إسطنبول، يوم الخميس الماضي، بهدف تثبيت هدنة تم الاتفاق عليها في 19 أكتوبر الماضي بالعاصمة القطرية الدوحة، عقب أعنف اشتباكات حدودية منذ عودة حركة طالبان إلى الحكم في عام 2021.

وزير أفغاني يحذر باكستان من مواجهة مباشرة بعد فشل محادثات السلام
كما حذر وزير الحدود والشؤون القبلية الأفغاني، نور الله نوري، باكستان من اختبار صبر كابل، داعيًا إلى ضبط النفس والانخراط في حوار بناء عقب فشل محادثات السلام الأخيرة بين الجانبين.
وزير أفغاني: استمرار تهديدات إسلام آباد قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة
وأكد نوري، القيادي البارز في حركة طالبان، أن استمرار تهديدات إسلام آباد قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة، محذرًا وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، من الاستهانة بعزيمة أفغانستان أو الاعتماد على التفوق العسكري.
وأوضح نوري، في تصريحات نقلتها وكالة "خاما برس" الأفغانية، أن باكستان يتعين أن تتعلم من مصير الولايات المتحدة في أفغانستان، مشددًا على ضرورة احترام سيادة بلاده.
وتأتي تصريحاته بعد تحذيرات سابقة من وزير الدفاع الباكستاني بأن بلاده قد تنخرط في صراع مفتوح إذا فشلت كابل في كبح جماح الهجمات التي تنفذها حركة طالبان الباكستانية عبر الحدود.

انهيار مفاوضات السلام في إسطنبول
وتعد هذه التصريحات من بين الأكثر حدة منذ انهيار مفاوضات السلام في إسطنبول، مما يعكس تدهورًا سريعًا في العلاقات بين الجارتين ويزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في المنطقة.
العلاقات بين كابول وإسلام آباد
وتشهد العلاقات بين كابول وإسلام آباد توترًا متصاعدًا منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أفغانستان عام 2021؛ حيث تتهم باكستان الحركة بغضّ الطرف عن نشاطات تنظيم "تحريك طالبان باكستان" على أراضيها، بينما تنفي كابول ذلك وتتهم إسلام آباد بتنفيذ ضربات جوية داخل الأراضي الأفغانية.



