مدير الدعوة بأوقاف القاهرة : العفو عند المقدرة قمة القوة ورقي الفكر
أكد الدكتور معوض حماد مدير الدعوة بأوقاف القاهرة أن العفو عند المقدرة ليس ضعفًا ولا عيبًا كما يظن البعض، بل هو دليل على قوة الإرادة، ورقي الفكر، وسمو الأخلاق، والتأسي بالأنبياء والصالحين.
أعظم القربات
وأوضح الدكتور حماد أن الإسلام دعا إلى العفو والتسامح وجعل ذلك من أعظم القربات إلى الله تعالى، مستشهدًا بقول الله عز وجل: "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" (الشورى: 40)، مؤكدًا أن هذه الآية تبين منزلة العفو وفضله العظيم عند الله، إذ وعد سبحانه من يعفو ويُصلح أن يكون أجره عليه مباشرة، وهو أعظم الجزاء.
العفو لا ينتقص من كرامة الإنسان
كما أشار مدير الدعوة بأوقاف القاهرة إلى ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل ” (رواه مسلم), مؤكدا أن هذا الحديث الشريف يربط بين العفو والعزة، مبينًا أن العفو لا ينتقص من كرامة الإنسان بل يرفع قدره ويزيده مكانة وشرفًا بين الناس.
العفو عند المقدرة
وأضاف مدير الدعوة أن الدعوة إلى العفو عند المقدرة تهدف إلى تعزيز روح التسامح والتآلف بين أفراد المجتمع، ونبذ الانتقام والغل، وإشاعة روح المحبة والسلام التي دعا إليها الإسلام في كل زمان ومكان.
قوة النفس ورقي السلوك
وأكد الدكتور معوض حماد على أن من يعفو عند المقدرة يقتدي بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي عفا عن أهل مكة يوم الفتح رغم ما لاقاه منهم من أذى، فكان نموذجا في الرحمة والعفو، داعيًا الجميع إلى التخلق بهذا الخلق النبيل الذي يجمع بين قوة النفس ورقي السلوك، تحقيقًا لقوله تعالى: "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".




