الاتحاد الأوربي ينتفض ضد رسوم "ترامب" الجمركية بإجراءات مضادة

اعتاد  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إثارة الجدل حول مواقفه الرسمية والشخصية، في خطوة مثيرة للجدل، أعلن يوم الأربعاء عن فرض رسوم جمركية شاملة على واردات السلع من عدة دول، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، حيث ستصل الرسوم إلى 20% على الواردات الأوروبية، ويعد هذا الإعلان فتح الباب أمام حرب تجارية جديدة تهدد الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يجعل متابعة تداعيات "الرسوم الجمركية" على الاتحاد الأوروبي والمواقف الدولية أمر غاية في الأهمية.

الاتحاد الأوروبي: "ضربة قوية للاقتصاد العالمي"

وصف الاتحاد الأوروبي هذه الخطوة بأنها "ضربة قوية للاقتصاد العالمي"، معربًا عن أسفه الشديد لهذا القرار، ومن جانبها أكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، أن الرسوم الجمركية التي فرضها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية  ستُشعر بها أوروبا "فورًا"، محذرة من العواقب الوخيمة لهذه السياسة الأمريكية.

 وأضافت أن "هذا الإعلان يُمثل ضربة للاقتصاد العالمي"، مؤكدة أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تصاعد عدم اليقين في الأسواق ورفع مستوى الحمائية.

وفي وقت لاحق، أكدت فون دير لاين من سمرقند، أوزبكستان، أن الاتحاد الأوروبي جاهز للرد على هذه الرسوم، وقالت: "أوروبا مستعدة للرد"، مشيرة إلى أنه يتم حالياً وضع اللمسات الأخيرة على حزمة من التدابير المضادة التي تستهدف حماية مصالح الاتحاد الأوروبي.

بريطانيا: "أقرب حليف" وأمل في التوصل إلى اتفاق

وأكدت الحكومة البريطانية أن الولايات المتحدة تظل "أقرب حليف" للمملكة المتحدة، وجاء تصريح وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز، ليشير إلي أن المملكة المتحدة تأمل في التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، يرمي إلي تخفيف  تأثير الرسوم الجمركية التي أعلن عنها "ترامب".

 وقال رينولدز: "لا أحد يريد حربًا تجارية، ونطمح للوصول إلى اتفاق يمكن أن يخفف من تأثير هذه الرسوم الجمركية"، مشيرًا إلى أن الحكومة البريطانية ستعمل بكل قوتها للدفاع عن مصالحها الوطنية.

إيطاليا: رفض الرسوم الجمركية والبحث عن حلول

على الصعيد الإيطالي، عبرت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني عن رفضها للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب على الاتحاد الأوروبي، واصفةً إياها بأنها "خاطئة" ولا تفيد أي طرف، وفي منشور عبر "فيسبوك"، دعت "ميلوني" إلى ضرورة العمل نحو التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، بهدف تجنب حرب تجارية قد تضعف الغرب لصالح قوى اقتصادية أخرى على الساحة العالمية.

البرازيل: "إجراءات قانونية ضد الرسوم الأمريكية"

من جانبه، أعلن وزير الاقتصاد البرازيلي أن الحكومة تدرس إحالة القضية إلى منظمة التجارة العالمية، هذا في خطوة نادرة، أقرّ الكونغرس البرازيلي بالإجماع مشروع قانون المعاملة بالمثل، الذي يسمح لحكومة البرازيل باتخاذ إجراءات ضد أي دولة أو تكتل تجاري يفرض رسومًا جمركية على السلع البرازيلية، وتعتبر هذه الخطوة بمثابة رد فعل قوي ضد السياسة الأمريكية التي قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد البرازيلي.

 احتمالات تصاعد النزاع التجاري

يبدو أن إعلان ترامب عن فرض الرسوم الجمركية يشير إلى بداية تصعيد كبير في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة وحلفائها. في الوقت الذي أبدت فيه العديد من الدول استعدادها للرد بالمثل:

 يبقى السؤال الأهم: هل يمكن تجنب حرب تجارية شاملة تهدد استقرار الاقتصاد العالمي؟، ستعتمد الإجابة على ما إذا كان الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى قادرة على إيجاد حلول تفاوضية مع الولايات المتحدة لتفادي التصعيد، ومن المؤكد أن هذه التطورات ستظل تؤثر على الأسواق العالمية في الأيام المقبلة، وقد تخلق تحديات اقتصادية جديدة للأطراف المعنية.