00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

لا يمكن النظر إلى العلاقات المصرية السعودية على أنها مجرد تنسيق سياسي عابر أو تعاون اقتصادي ظرفي، بل هي شراكة استراتيجية متجذرة في عمق التاريخ والجغرافيا، تمثل الركيزة الأساسية لاستقرار المنطقة العربية بأسرها. إنها علاقة تاريخية صلبة، استمدت قوتها من الروابط الشعبية والثقافية، وتميزت على الدوام بتطابق الرؤى حول القضايا المصيرية للأمة.
لقد لعب البلدان أدوارًا محورية على مر العقود، ففي المجال السياسي، كان التنسيق المصري-السعودي دائمًا هو صمام الأمان للعديد من الأزمات الإقليمية، بدءًا من الدعم السعودي لمصر في العدوان الثلاثي عام 1956، ومرورًا بالدور المشترك في تأسيس جامعة الدول العربية. ورغم فترات التباين التي قد تفرضها المصالح المتباينة أحيانًا، كما حدث في بعض مراحل حقبة الستينيات، إلا أن بوصلة العلاقات كانت تعود سريعًا إلى الاتجاه الصحيح، لتؤكد أن مصير البلدين مرتبط عضوياً.
وفي الشق الاقتصادي، تتجسد الشراكة بقوة، حيث تعد المملكة العربية السعودية الشريك التجاري والاستثماري الأول لمصر على المستوى العربي، والثاني عالميًا. وتشمل الاتفاقيات الموقعة كافة المجالات من الطاقة والبنية التحتية إلى التكنولوجيا والخدمات اللوجستية. ويعكس هذا التعاون حرص قيادتي البلدين، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على تحويل هذه الروابط التاريخية إلى تكامل عملي يخدم رؤية التنمية في كلا البلدين، وخير مثال على ذلك إنشاء مجلس التنسيق السعودي-المصري الذي يهدف إلى نقلة نوعية في الشراكة.
أما على الصعيد العسكري والأمني، فالتنسيق يتم على أعلى المستويات لمكافحة الإرهاب وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، وهو ما يؤكد أن أمن مصر من أمن السعودية والعكس صحيح. وتتجاوز الشراكة كل ذلك إلى البعد الثقافي والإنساني، فالملايين من المصريين يعملون في المملكة، ويمثلون جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي هناك، كما أن العلاقات الثقافية والفنية متبادلة ومزدهرة.
ختامًا، العلاقات بين القاهرة والرياض هي علاقات كاملة الأوصاف، كما وُصفت، تجتاز التحديات وتتجاوز محاولات التشويش المغرضة. إنها نموذج لـ "الأخوة الكبرى" التي لا تكتفي بـ"الوحدة" وإنما تسعى لتحقيق التكامل والاستقرار الإقليمي، ما يجعلها قوة دفع لا غنى عنها في خريطة الشرق الأوسط المضطرب.

تم نسخ الرابط