عاجل

يقلل أمراض القلب..اكتشاف دواء لعلاج ارتفاع البروتين الدهني "إل. بي. (إيه)" Lp(a)

أمراض القلب
أمراض القلب

في خطوة واعدة نحو معالجة أحد العوامل الوراثية الرئيسية المسببة لـ أمراض القلب، أعلنت شركة "إيلي ليلي" عن نتائج تجارب سريرية مبكرة تُظهر أن دواءً تجريبيًا يُسمى "ليبوديسيران" قد يكون له تأثير كبير في خفض مستوى البروتين الدهني "إل. بي. (إيه)" Lp(a) في الدم، وهو عامل خطر هام لأمراض القلب، تؤثر هذه الحالة على نحو 1.4 مليار شخص في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك 64 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعل البحث في هذا المجال ذا أهمية بالغة. 

مستويات "إل. بي. (إيه)" Lp(a) وتأثيراتها على الصحة

يُعد البروتين الدهني "إل. بي. (إيه)" أحد العوامل الرئيسية التي يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بعدد من المشاكل القلبية الخطيرة مثل الأزمات القلبية، الجلطات، وأمراض الشرايين الطرفية، كما يتسبب في تضييق الصمام الأبهري في القلب، هذه المشكلة الصحية أكثر شيوعًا في الأشخاص ذوي الأصول الإفريقية، وهم يعدون الفئة الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية تتعلق بارتفاع هذا البروتين، على عكس البروتين الدهني منخفض الكثافة "إل. دي. إل" (LDL)، الذي يمكن التحكم فيه من خلال النظام الغذائي أو الأدوية مثل الستاتين، لا توجد حتى الآن علاجات معتمدة لتقليل مستوى "إل. بي. (إيه)" Lp(a)، كما أن العديد من الأشخاص لا يعرفون أنهم يعانون من هذه الحالة.

أمراض القلب
أمراض القلب

دور "ليبوديسيران" في معالجة هذه الحالة

تجربة دواء "ليبوديسيران" قد تكون هي الحل المأمول لهذه المشكلة، حيث أظهرت نتائج المرحلة المتوسطة من التجربة السريرية أن العقار نجح في خفض مستويات "إل. بي. (إيه)" Lp(a) بشكل كبير، ففي هذه التجربة، التي شملت 72 مريضًا تم علاجهم بالدواء التجريبي و69 مريضًا آخرين تلقوا علاجًا وهميًا، أظهرت البيانات أن جرعة واحدة من 400 مليغرام من "ليبوديسيران" أدت إلى انخفاض في مستويات "إل. بي. (إيه)" بنسبة 93.9% في المتوسط على مدى ستة أشهر مقارنة بالعلاج الوهمي، وبعد جرعة ثانية من نفس الكمية بعد مرور ستة أشهر، ارتفع هذا الانخفاض ليصل إلى حوالي 95% بعد مرور عام، هذه النتائج تعتبر خطوة هامة نحو تقديم علاج فعال لمشكلة صحية خطيرة لا تزال تشكل تحديًا طبيًا.

إمكانية تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل

وفور ظهور نتائج هذه التجارب، أشار الدكتور ستيفن نيسن، الباحث الرائد في هذه الدراسة والطبيب القلبي في "كليفلاند كلينيك"، إلى أن هذا الدواء يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث يعد الأول من نوعه الذي يحقق هذا التأثير القوي في تقليل "إل. بي. (إيه)" Lp(a)، وأوضح نيسن في تصريحات له أن هذا الدواء يعد فرصة كبيرة لتحقيق نتائج إيجابية لملايين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع "إل. بي. (إيه)" Lp(a)، لكنه أشار إلى ضرورة إجراء تجارب سريرية واسعة النطاق لاختبار فعالية هذا العقار بشكل أوسع، خاصة في ما يتعلق بتقليل النوبات القلبية وغيرها من المشكلات القلبية.

القصور القلبي
القصور القلبي

التجارب المستقبلية والآمال القادمة

لا تقتصر الأهمية فقط على خفض مستويات "إل. بي. (إيه)" Lp(a)، ولكن الأمل يكمن في معرفة ما إذا كان هذا الانخفاض سيؤدي إلى تقليل فعلي في حدوث النوبات القلبية وأمراض الأوعية الدموية على المدى الطويل، من المتوقع أن تكون التجارب المستقبلية أكبر وأكثر شمولًا، مع احتمال التوصل إلى دليل قاطع على فعالية "ليبوديسيران" في الوقاية من الأمراض القلبية التي تصيب العديد من الأشخاص حول العالم، وبينما تبقى التجارب السريرية الجارية خطوة مهمة في هذا الاتجاه، فإن النجاح المتوقع لعقار "ليبوديسيران" قد يغير بشكل جذري طريقة تعامل الأطباء مع المرضى الذين يعانون من ارتفاع مستوى "إل. بي. (إيه)" Lp(a)، مما يجعل هذا الدواء إضافة هامة إلى الأساليب العلاجية المعتمدة لأمراض القلب والأوعية الدموية.

تم نسخ الرابط