حقيقة وجود اكتشافات أثرية ضخمة في السعودية تم الإعلان عنها مؤخرا
شهدت الساحة الأثرية في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في منطقة العلا اكتشافات جديدة أثارت اهتمامًا واسعًا وجدلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهور تماثيل حجرية يُعتقد أنها تعود إلى مملكتي دادان ولحيان اللتين ازدهرتا قبل أكثر من ألفي عام، عندما كانت العلا مركزًا تجاريًا مهمًا على طريق البخور القديم.
ورغم أن بعض رواد مواقع التواصل وصفوا أشكال هذه التماثيل بأنها "غريبة" أو حتى "مضحكة"، فإن علماء الآثار يوضحون أن هذه المنحوتات تمثل أسلوبًا فنيًا قديمًا يعكس رموزًا دينية وثقافية سادت في ذلك العصر.

وتعمل المملكة اليوم على ترميم تلك المواقع التاريخية ضمن مشروع العُلا الذي يهدف إلى إعادة إحياء التراث السعودي القديم وفتح نافذة على فترات تاريخية مجهولة من تاريخ الجزيرة العربية.
اكتشافات أثرية في السعودية
وفي سياق متصل، كشفت دراسة أمريكية حديثة عن أن الاكتشافات الأثرية الأخيرة في شمال غربي السعودية تؤكد أن الهياكل الحجرية الضخمة المعروفة باسم "المستطيلات" تعد من أقدم المعالم الأثرية في العالم، حيث أشار الباحثون إلى أن آلاف هذه الهياكل المكوّنة من جدران صخرية منتشرة في مناطق متعددة من المملكة تمثل دلائل على حضارات قديمة سبقت الكثير من المعالم المعروفة عالميًا.
كما تناولت الدراسة نفسها مجموعة أخرى من الأعمال الصخرية المنحوتة في الصحراء السعودية، تُجسّد أشكال إبلٍ عملاقة، يعتقد أنها أقدم النقوش الضخمة للحيوانات في العالم، وكان قد تم اكتشاف هذه المنحوتات لأول مرة عام 2018، وقدّر العلماء في حينها عمرها بنحو 2000 عام، مستندين إلى تشابهها مع النقوش الموجودة في مدينة البتراء الأردنية.
غير أن الأبحاث الحديثة أعادت النظر في هذا التقدير، إذ رجّحت أن يعود تاريخ هذه النقوش إلى ما بين 7000 و8000 سنة مضت، ما يجعلها من أقدم الشواهد الفنية الحجرية التي عرفها الإنسان.
وأوضح الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة "أركيولوجيكال ساينس" (علم الآثار) أن تحديد عمر تلك النقوش واجه صعوبات كبيرة، نظرًا لغياب العناصر العضوية التي يمكن استخدامها لأغراض التأريخ، بخلاف الرسوم الجدارية داخل الكهوف.

واعتمد العلماء على تحليل أنماط التآكل الصخري، ودراسة آثار أدوات النحت، بالإضافة إلى فحص عظام الحيوانات التي عُثر عليها في الموقع لتقدير التاريخ الدقيق لتلك الأعمال.
وأشارت الدراسة إلى أن البيئة الطبيعية في شبه الجزيرة العربية كانت مختلفة تمامًا في ذلك الوقت، حيث كانت المنطقة تغطيها السهول الخضراء والبحيرات بدلًا من الصحارى الحالية.
ولا يزال الغموض يحيط بسبب نقش تلك الإبل العملاقة، إلا أن بعض الباحثين يعتقدون أنها كانت تمثل رمزًا للتجمع والتواصل بين القبائل البدوية في تلك الحقبة.
كما من المرجح أن تنفيذ هذه الأعمال الضخمة كان يتطلب جهودًا هندسية هائلة، خاصة أن الكثير منها نُحت على ارتفاعات شاهقة، مما يشير إلى أن صانعيها استخدموا سقالات خشبية أو حجرية لإنجازها.



