فوضى تسحق الحضارة.. سوق شرق السكة بالأقصر يتحول من مشروع بـ66 مليون جنيه إلى ساحة للبلطجة وترويع المواطنين
سوق شرق السكة بالأقصر يتحول من مشروع بـ66 مليون جنيه إلى فوضى عارمة
في الوقت الذي تسعى فيه الدولة المصرية إلى إحداث طفرة في تطوير البنية التحتية، وإعادة تأهيل الأماكن الخدمية بما يليق بتاريخها وقيمتها، يشهد سوق الخضار والفاكهة بمنطقة شرق السكة في الأقصر انتكاسة خطيرة، تُهدد بتحويله من مشروع حضاري إلى بؤرة للفوضى والاعتداءات.
السوق الذي بلغت تكلفة تطويره أكثر من 66 مليون جنيه، كان من المفترض أن يخدم الأهالي والسائحين كمركز بيع منظم، ومزوّد بكاميرات مراقبة ونقاط خدمات، لكنه اليوم يعاني من واقع مؤلم يضرب كل محاولات التجميل والتطوير.

محيط السوق في قبضة الباعة الجائلين.. والباكيات الداخلية مهجورة
وبينما تم تجهيز عشرات الباكيات داخل السوق التجاري لاستيعاب الباعة في بيئة نظيفة ومنظمة، اختار عدد كبير من الباعة الجائلين احتلال الشوارع المحيطة بالسوق، ما أدى إلى اختناق مروري حاد في الشوارع المؤدية إلى السوق، وخسائر فادحة للبائعين الملتزمين داخل السوق، والاستيلاء على مداخل المباني السكنية؛ مما يؤدي لتقييد حركة السكان وانتهاك صريح لحرمة منازلهم.

تعديات صريحة على جهود الدولة في فرض النظام
وبحسب شهود عيان، انسحب عدد من الباعة النظاميين من داخل السوق، بعد تراجع حركة الشراء لديهم، واتجهوا إلى الشارع حيث الجذب السهل للمارة دون رقابة أو ضوابط.
شكاوى المواطنين: تجاوزات لفظية وتهديدات أين الرقابة؟
لا تقتصر الأزمة على الفوضى، بل تمتد إلى سلوكيات عنيفة واعتداءات لفظية على المواطنين ساكني المنطقة والرواد من النساء وكبار السن.
لم تخلُ الشكاوى من وقائع مقلقة، وصلت إلى حد الإهانة والتهديد ومحاولة الاعتداء البدني على أحد المواطنين أثناء زيارة عائلية للسوق.
وتؤكد شهادته أن بعض الباعة لم يتورعوا عن التفوه بألفاظ نابية وتوجيه حركات خادشة للحياء في غياب تام لأية رقابة أو تدخل أمني فعال.

مدير السوق: لا سلطة لي خارج البوابة
في تصريح يعكس حجم الأزمة، قال مدير السوق ردًا على استفسارات الأهالي:
"صلاحياتي تتوقف عند حدود السوق من الداخل، وما يحدث خارجه لا يخضع لسلطتي الإدارية."
تصريح صادم يكشف عن ثغرة في منظومة الرقابة، ويطرح أسئلة خطيرة تحتاج إلى تحرك عاجل من الأجهزة التنفيذية والأمنية.


أهالي الأقصر: "هذا ليس السوق الذي حلمنا به"
مع تزايد الشكاوى ونشر الوقائع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يتساءل أهالي الأقصر:
كيف يمكن السكوت على وضع كهذا في مدينة تعتبر واجهة سياحية عالمية؟
كيف تُنفق الملايين على سوق منظم، ويُترك محيطه فريسة للبلطجة والعشوائية؟
دعوة للتدخل: هل تتحرك المحافظة قبل فوات الأوان؟
لا تزال أزمة سوق شرق السكة تتصاعد يومًا بعد بوم، وتفرض سؤالًا ملحًا:
هل تتحرك الجهات المعنية لإعادة السيطرة على الوضع، وفرض الانضباط اللازم لحماية المشروع من الضياع؟
فالأقصر، مدينة الحضارة، لا يجب أن تسمح للفوضى بأن تنتصر على القانون والنظام.

أقرأ أيضا
ضبط 402 بطاقة دعم داخل مخبز بلدي في أرمنت بمحافظة الأقصر
انطلاق الدورة الـ15 لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية تحت اسم يوسف شاهين
