خبير تحول رقمي يحذر من الاستعانة بشات جي بي تي في الاستشارات الطبية والقانونية
حذر المهندس محمد الحارثي، استشاري التحول الرقمي، من الاعتماد الكامل على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها شات جي بي تي ، في الحصول على استشارات طبية أو قانونية دون مراجعة مختصين، مؤكدًا أن هذه الأدوات تقدم معلومات استرشادية فقط ولا يمكن اعتبارها بديلًا للخبراء المعتمدين.
الخطوة جاءت بعد انتشار تطبيقات كانت تعتمد على "شات جي بي تي"
وأوضح "الحارثي"، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن شركة أوبن إيه أي، المالكة لتقنية "شات جي بي تي"، حدثت سياسات الاستخدام في 29 أكتوبر الماضي لتشمل قيودًا جديدة على التطبيقات التي تستخدم واجهاتها البرمجية، وذلك بعد رصد محاولات من بعض الشركات لتقديم خدمات طبية أو قانونية تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي دون إشراف بشري.
وقال إن الشركة اشترطت على أي جهة تستخدم منصتها أن يكون لديها خبراء مختصون لمراجعة المحتوى قبل تقديمه للمستخدمين، موضحًا أن هذه الخطوة جاءت بعد انتشار تطبيقات كانت تعتمد على "شات جي بي تي" لتقديم تشخيصات طبية أو استشارات نفسية دون مراجعة علمية دقيقة، وهو ما قد يشكّل خطرًا كبيرًا على حياة المستخدمين.
وأضاف استشاري التحول الرقمي أن بعض المستخدمين يلجأون إلى الذكاء الاصطناعي للسؤال عن أعراض مرضية أو أنواع أدوية، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج مضللة أو مضرة صحيًا، لافتًا إلى أن الأنظمة الطبية المعتمدة عالميًا والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي تعمل تحت إشراف الأطباء وتستند إلى بيانات طبية موثقة، بخلاف الأدوات العامة مثل "شات جي بي تي" التي تقدم إجابات عامة غير متخصصة.
ظاهرة التعلق المفرط بالذكاء الاصطناعي
وأكد "الحارثي" أن المنع الذي فرضته الشركة على تقديم النصائح الطبية أو القانونية ليس حظرًا تامًا، بل مراجعة دقيقة لضمان الاستخدام الآمن، مشيرًا إلى أن الشركة قد توقف بعض الوظائف إذا رصدت سوء استخدام واسعًا من قبل المستخدمين في هذه المجالات الحساسة.
وحذر من ظاهرة التعلق المفرط بالذكاء الاصطناعي، موضحًا أن كثيرًا من الأشخاص أصبحوا يعتمدون على "شات جي بي تي" بشكل مرضي، حتى في المسائل الصحية الدقيقة، معتبرًا ذلك سلوكًا خطرًا قد يؤدي إلى نتائج نفسية أو طبية سلبية.
وفي ختام حديثه، شدد الحارثي على أن الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات يجب أن يكون في الإطار التوعوي أو الإرشادي فقط، مضيفًا:"الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في التثقيف العام أو التوعية الصحية، لكنه لا يغني عن الطبيب أو المحامي. أما التشخيص أو الاستشارة المتخصصة فلا بد أن تكون داخل العيادة أو مكتب الخبراء".



