مساجد تاريخية | مسجد قايتباي بالقرين شاهد على روعة العمارة الإسلامية
أعلنت مديرية أوقاف الشرقية أن مسجد قايتباي بمدينة القرين يعد من المساجد التاريخية البارزة التي تزخر بها المحافظة، لما يمثله من قيمة دينية وأثرية ومعمارية كبيرة، فهو واحد من أقدم المساجد التي ما زالت تحتفظ بروحها المملوكية الأصيلة منذ أكثر من خمسة قرون.
سلاطين دولة المماليك
ويعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 880 هـ في عهد السلطان الأشرف قايتباي، أحد أعظم سلاطين دولة المماليك، الذي عرف بحبه للعمران وبراعته في تشييد العمائر الإسلامية البديعة ,و ترك بصمته الواضحة في ربوع مصر بعدد من المنشآت التي تحمل اسمه، وفي مقدمتها قلعة قايتباي بالإسكندرية، ومسجد قايتباي بمدينة القرين بمحافظة الشرقية.
ويقع المسجد في قلب مدينة القرين على الطريق السلطاني القديم المعروف باسم طريق الديار الشامية، وهو الطريق الذي كان يربط مصر ببلاد الشام ويمر عبر مناطق أولاد زيد والرفاعية وصولًا إلى القلعة.
وأنشأ السلطان قايتباي هذا المسجد والسبيل الملحق به ليكون استراحة للمسافرين والحجاج والتجار في رحلاتهم الطويلة، حيث وفر لهم مكانا للعبادة والراحة، ومصدرًا للماء العذب في سبيل الله.
ويعد المسجد نموذجا فريدا للعمارة المملوكية التي تميزت بالفخامة والدقة، إذ تظهر على جدرانه الزخارف الحجرية البديعة والنقوش الهندسية والنباتية الدقيقة، ويُزين محرابه بآيات قرآنية وخطوط عربية رفيعة الطراز، بينما تتوج مئذنته العالية المشهد كأحد أجمل المعالم الدينية في المنطقة.
وأكدت مديرية أوقاف الشرقية أن المسجد يمثل تحفة معمارية نادرة وشاهدًا على تاريخ ممتد لأكثر من 555 عاما، مشيرةً إلى أهمية الحفاظ على هذا الأثر الإسلامي العريق وصيانته المستمرة، لما له من مكانة روحية وتاريخية تعكس عظمة حضارة مصر الإسلامية واهتمامها بالعلم والعمران والدين.
وقالت مديرية أوقاف الشرقية بيانها بالتأكيد على أن الحفاظ على المساجد الأثرية واجب ديني ووطني، فهي بيوت الله التي توحد بين الأجيال وتربط الماضي بالحاضر، وتبقى شاهدة على إبداع المسلمين وإسهامهم في بناء الحضارة والإنسان.


