محمود توفيق: عيد الشرطة علامة مضيئة في سجل البطولات الوطنية

ألقى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية كلمة خلال الإحتفال بعيد الشرطة ال73 رحب في بدايتها بالسيد الرئيس / عبدالفتاح السيسى .رئيس الجمهورية ..جاء بها - بالغ التقدير والإعتزاز .. لتشريف سيادتكم والحضور الكريم إحتفال وزارة الداخلية بالذكرى الخامسة والعشرين من يناير عام 1952 ذلك اليوم .. الذى تجسدت فيه روح الإنتماء والتضحية عندما بذل رجال الشرطة البواسل دماءهم وأرواحهم دفاعاً عن الوطن وصون مقدراته أمام قوى الإحتلال ليصبح علامة مضيئة فى سجل البطولات الوطنية وتأتى هذه الذكرى فى عامها الثالث والسبعين والشرطة المصرية على عهدها وعقيدتها بأن تظل حصنا منيعاً للأمن والإستقرار.
معركة الإسماعيلية جسدت بطولات الشرطة
25 يناير 1952 يوما تاريخيا سيظل محفورا في ذاكرة كل مصري، معركة الأسماعيلية جسدت بطولات رجال الشرطة، الذين رسموا لوحة من الشجاعة ستظل عالقة في الأذهان أبد الدهر ، صمودهم لم يكن مجرد دفاع عن مدينة أو منطقة، بل كان دفاعًا عن كرامة الأمة بأكملها.
أبطال معركة الإسماعيلية، ستظل سيرتهم العطرة وصورهم راسخة في أذهان الجميع، وكتب التاريخ أسمائهم من نور في سجلات الشرف الوطنية، لتبقى معركة الإسماعيلية رمزًا خالداً ومشرفا لمقاومة الشعب المصري ضد الاستعمار البريطاني .
انتصار الإرادة المصرية
25 يناير من كل عام ليس عيدا للشرطة فحسب، بل هو ذكرى لانتصار الإرادة المصرية على المحتل البريطاني، وكان ذلك اليوم هو الشرارة التي انطلقت في سبيل تحرير البلاد من الإحتلال .
صباح يوم 25 يناير 1952 سلم القائد البريطاني بمنطقة القناة البريجادير "إكس هام"، إنذارا لقوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية لتسليم أسلحتهم للقوات البريطانية، والرحيل إلى القاهرة، وهو ما رفضه رجال الشرطة انطلاقا من واجبهم الوطني تجاه بلدهم.
وتبع الرفض المصري عصيان أفراد "بلوكات النظام" مما دفع القوات البريطانية لمحاصرة الإسماعيلية وتقسيمها لحي للمصريين وحي للأجانب ، ووضع سلك شائك بين الجانبين في محاولة لحماية الأجانب بالمدينة.
وفي السابعة صباحا انهالت القذائف البريطانية من المدافع والدبابات لتدك مبنى المحافظة وثكنة البلوكات التي تحصن بهما رجال الشرطة البالغ عددهم نحو 850، وتصور القائد البريطاني "إكس هام" أن القوة الغاشمة التي استخدمها ضد رجال الشرطة الذين سقط أغلبهم بين شهيد وجريح ستجبرهم على الاستسلام، فأوقف ضرب النيران، وطلب منهم الخروج من المبنى بدون أسلحتهم.
الأبطال رفضوا الاستسلام
وكان الرد على لسان النقيب مصطفى رفعت بالرفض ، فاستأنفت القوات البريطانية قصفها العنيف لنحو 6 ساعات حتى حولت المبنيين إلى أنقاض، وهو ما لم يثني رجال الشرطة عن اصرارهم بعدم الاستسلام والذين كانوا مسلحين ببنادق قديمة من طراز "لي أنفيلد" في وجه مدافع ودبابات الاحتلال البريطاني رافضين الاستسلام، حتى نفدت ذخيرتهم بعدما سقط منهم نحو 50 شهيدا و80 جريحا، وأوقعوا 13 قتيلا و12 جريحا في صفوف القوات البريطانية التي بلغ عددها نحو 7 آلاف جندي.
وعقب نفاد الذخيرة اضطر رجال الشرطة للاستسلام لكن موقفهم الباسل دفع القائد البريطاني وجنوده لأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من مبنى المحافظة؛ تقديرا لبسالتهم في الدفاع عن موقعهم.
وفي 26 يناير 1952 انتشرت أخبار الجريمة البشعة، وخرجت المظاهرات في القاهرة، واشترك فيها جنود الشرطة مع طلاب الجامعة الذين طالبوا بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز، لتكون معركة الإسماعيلية الشرارة التي أشعلت نيران تحرير مصر من الاحتلال البريطاني.
ومنذ ذلك اليوم، بات 25 يناير عيدا للشرطة المصرية، وفي 2009 تم اعتماد اليوم ليصبح عطلة رسمية في الدولة المصرية