صناعة السيارات.. مصر مؤهلة لتصبح مركزًا إقليميًا للتصنيع والتصدير
شهدت الجلسة الأولى من قمة إيجيبت أوتوموتيف 2025، التي جاءت تحت عنوان «قطاع السيارات في مصر.. التطور واستراتيجيات النجاح والرؤية المستقبلية»، مشاركة عدد من أبرز قادة الشركات العالمية العاملة في السوق المصرية، حيث ناقشوا فرص التوسع في التصنيع المحلي وتحديات التوطين وسلاسل التوريد في ظل التغيرات الاقتصادية الإقليمية والدولية.
أدار الجلسة محمد أبو الفتوح، الرئيس التنفيذي لشركة إيجيبت أوتوموتيف، بمشاركة كل من شارون نيشي، رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة جنرال موتورز مصر، وعثمان عبد المنعم، العضو المنتدب لشركة أوتوموبيلتي، ومحمد عبد الصمد، العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة نيسان مصر، وأنكوش أرورا، الرئيس التنفيذي لشركة المنصور للسيارات.
جنرال موتورز.. كفاءات مصرية قادرة على قيادة الصناعة نحو الصدارة
أكدت شارون نيشي، رئيسة مجلس ادارة والعضو المنتدب لشركة «جنرال موتورز»، أن مصر تمتلك جميع المقومات التي تؤهلها لتكون في صدارة الدول المنتجة للسيارات في المنطقة، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية قطعت خطوات مهمة نحو توطين الصناعة وجذب الاستثمارات العالمية في هذا القطاع الحيوي.
وأوضحت أن «جنرال موتورز» مصر كانت من أوائل الشركات التي بدأت التصنيع المحلي من خلال إنتاج إطواق السيارات بالتعاون مع شركائها، مؤكدة أن السوق المصرية ت بمهندسين ذوي كفاءة عالية يجب استثمار قدراتهم بالشكل الأمثل لدعم الصناعة والنهوض بها.
وأضافت أن توطين المهارة والمعرفة داخل خطوط الإنتاج هو الطريق الأمثل لتقليل تكلفة التصنيع وزيادة الاعتماد على القدرات المحلية، مما يضمن تحقيق نمو مستدام يبرز مكانة مصر كمركز إقليمي للتصنيع والتصدير.
أوتو موبيلتي.. المنافسة الصينية رفعت جودة المنتجات بالسوق المصري
من جانبه، قال عثمان عبد المنعم، العضو المنتدب لشركة «أوتوموبيلتي»، إن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا جوهريًا في صناعة السيارات عالميًا، انعكس بشكل مباشر على السوق المصرية، موضحًا أن دخول الماركات الصينية المنافسة أسهم في رفع مستوى الجودة وتحفيز باقي الشركات على التطوير والابتكار.
وأشار إلى أن المنافسة بين الشركات المحلية والعالمية خلقت حالة من التوازن الصحي في السوق، مما دفع المصنعين نحو تحسين المنتجات والخدمات لصالح المستهلك، معتبرًا أن المنافسة هي العامل الأهم في دفع الصناعة إلى الأمام.
وأكد عبد المنعم أن السوق المصرية تحتاج إلى استقرار في التسعير وتحفيز الإنتاج المحلي للحفاظ على توازن القطاع، مشددًا على أن انخفاض الأسعار دون تخطيط قد يقلل من الاستثمارات المستقبلية، داعيًا إلى بناء سوق مستدامة تعتمد على التصنيع المحلي القوي والقدرة على إعادة بيع السيارات بقيمة عادلة.
نيسان مصر.. توطين سلاسل التوريد وتأمين الصناعة أولوية للتوسع في إفريقيا
بدوره، أكد محمد عبد الصمد، العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة نيسان مصر، أن النقاشات الحالية حول تطوير الصناعة سيكون لها تأثير مباشر على مستقبل القطاع خلال السنوات المقبلة، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت مركزًا رئيسيًا لتصدير سيارات نيسان إلى إفريقيا.
وأوضح أن النظام البيئي لقطاع السيارات يعتمد على سلاسل توريد فعالة تحقق الأمن الصناعي وتدعم الاستدامة، وأن التصنيع المحلي أصبح ضرورة لتلبية الطلب المتزايد بسرعة وكفاءة، مضيفًا أن المرونة في سلاسل التوريد هي مفتاح خفض التكاليف وزيادة القدرة التنافسية.
وأشار إلى أن مصر تمتلك قدرات بشرية ومواهب ضخمة يمكنها المساهمة في تصدير ليس فقط السيارات، بل أيضًا الكفاءات الفنية المدربة، مؤكدًا أن تأمين الصناعة وسلاسل الإمداد هو الضمان الحقيقي لاستمرار الإنتاج والتصدير.
المنصور للسيارات.. دعم الصناعات المغذية ضرورة لتسريع النمو
أما أنكوش أرورا، الرئيس التنفيذي لشركة المنصور للسيارات، فقال إن الطلب المتزايد على السيارات في مصر وإفريقيا جعل من السوق المصرية بيئة واعدة للاستثمار، مشيرًا إلى أن الجهات الحكومية قدمت دعمًا واضحًا ساهم في تحويل الصناعة إلى قطاع قوي قائم على لغة الأرقام والنتائج.
وشدد «أرورا» على ضرورة الاهتمام بالصناعات المغذية باعتبارها العمود الفقري للصناعة، موضحًا أنها استثمارات طويلة الأمد لا تحقق أرباحًا فورية، لكنها تضمن استدامة الإنتاج المحلي على المدى البعيد.
وأضاف أن قطاع التجميع المحلي يمثل الركيزة الأساسية لأي صناعة قوية، وأن تطويره سيشجع المستثمرين الكبار على ضخ مزيد من الاستثمارات، لاسيما مع الطلب المتنامي بالسوقين المصرية والإفريقية.
ختام الجلسة.. توافق على أن «الفرصة الآن في مصر»
واختتم المتحدثون الجلسة بالتأكيد على أن الفرصة حاليًا مواتية لتطوير صناعة السيارات في مصر، من خلال التعاون بين الحكومة والمستثمرين، وتوطين سلاسل التوريد، وتوسيع قاعدة الصناعات المغذية، بما يسهم في جعل مصر مركزًا إقليميًا للتصنيع والتصدير خلال السنوات القليلة المقبلة.